وكان أبو ذر رحمه الله يستعمل أساليب الإعلام المؤثرة لتبليغ رسالة النبي صلى الله عليه وآله، فمرة يقف أمام قصر معاوية في الشام، أو يواجهه في مجلسه!
ومرة يقف عند باب دار الخلافة في المدينة، أو يواجه عثمان في مجلسه!
ومرة يجلس في مسجد دمشق، أو في المسجد النبوي، أو يقوم آخذا بحلقة باب الكعبة في موسم الحج، وينادي في الناس ويخطب فيهم مبلغا رسالة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله في فضل عترته ووجوب اتباعهم عليهم السلام، والتحذير من بني أمية.
في تاريخ اليعقوبي: 2 / 172: (فسيره إلى الشام إلى معاوية وكان يجلس في المسجد فيقول كما كان يقول، ويجتمع إليه الناس، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه! وكان يقف على باب دمشق إذا صلى صلاة الصبح فيقول: جاءت القطار تحمل النار. لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، ولعن الله الناهين عن المنكر الآتين له...).
وفي الدرجات الرفيعة / 243: (روى أبو عثمان الجاحظ في كتاب السفيانية عن جلام بن جندب الغفاري قال: كنت عاملا لمعاوية على قنسرين والعواصم في خلافة عثمان، فجئت يوما أسأله عن حال عملي، إذ سمعت صارخا على باب داره يقول: أتتكم القطار تحمل النار، اللهم العن الأمرين بالمعروف التاركين له اللهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له!
فارتاب معاوية وتغير لونه وقال: يا جلام أتعرف الصارخ؟ فقلت: اللهم لا. قال: من عذيري من جندب بن جنادة يأتينا كل يوم، فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت! ثم قال أدخلوه علي فجئ بأبي ذر بين قوم يقودونه حتى وقف بين يديه فقال له معاوية: يا عدو الله وعدو رسوله، تأتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع! أما