كعب ومعاوية لم يسجل أنهما حملا سلاحا وحاربا أو غزيا أبدا! ولذا قال في الإستيعاب: 4 / 1931: (ويقال إن معاوية غزا تلك الغزاة بنفسه، ومعه أيضا امرأته فاختة بنت قرظة). انتهى. لكن النص التالي يشير إلى أن معاوية كان ينتظر الجيش في الساحل بطرسوس! ففي مسند الشاميين للطبراني: 2 / 73، عن جبير بن نفير قال: (أخرج معاوية غنائم قبرس إلى الطرسوس من ساحل حمص، ثم جعلها هناك في كنيسة يقال لها كنيسة معاوية، ثم قام في الناس فقال: إني قاسم غنائمكم على ثلاثة أسهم: سهم لكم، وسهم للسفن، وسهم للقبط، فإنه لم يكن لكم قوة على غزو البحر إلا بالسفن والقبط. فقام أبو ذر فقال: بايعت رسول الله على أن لا تأخذني في الله لومة لائم: أتقسم يا معاوية للسفن سهما وإنما هي فيؤنا، وتقسم للقبط سهما وإنما هم أجراؤنا، فقسمها معاوية على قول أبي ذر). (ونحوه في: 2 / 120، وتاريخ دمشق: 66 / 193، وحلية الأولياء: 5 / 134).
أما بخاري فروى الحديث بدون ذكر أبي ذر وأبي أيوب وغيرهما من الصحابة! لأن غرضه فقط أن يمدح معاوية بأنه أول من ركب البحر للغزو! قال في صحيحه: 3 / 203: (بنت ملحان قالت: نام النبي (ص) يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم، فقلت ما أضحكك؟ قال أناس من أمتي عرضوا على يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة! قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية ففعل مثلها، فقالت مثل قولها فأجابها مثلها، فقالت ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت من الأولين! فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشام، فقربت إليها دابة لتركبها، فصرعتها فماتت). انتهى.
وقد صحح ابن حجر وغيره خطأ البخاري في روايته ولم يذكروا معاوية! قال في