حكمتم بوجود حكيم بين الأعمش وإبراهيم؟! فلا جواب عند ابن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327، إلا قوله: (يروون أن الأعمش أخذه من حكيم بن جبير)! فمن هؤلاء الذين يروون ذلك وأين روايتهم؟! الجواب: لا وجود لها!!
ولو سألت الدارقطني المتوفى سنة 385: من الذي يروي الحديث عن الأعمش عن حكيم؟ لأجابك: (واختلف عنه (أي اختلفت رواية الحديث عن الأعمش) فرواه الثوري عن الأعمش كذلك، ورواه أبو عوانة ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم التيمي). انتهى.
ولو سألته: أين رواه أبو عوانة ومنصور كما زعمت؟ فلا جواب عنده! لأنه لا وجود لروايتهما في كافة المصادر السنية المعروفة ونصف المعروفة! فزعم الدار قطني ليس إلا تعبيرا آخر عن قول أبي حاتم المتوفى قبله بنصف قرن: (يروون أن الأعمش أخذه من حكيم بن جبير)! وهو حسب تتبعي الواسع في ألوف مؤلفة من مصادرهم، كذب لأجل رد الحديث بدون حجة، دفعا بالصدر حسب تعبيرهم، بل عراكا بالأيدي، لخدمة الشجرة الملعونة في القرآن!
ثم لو سلمنا، أن أبا منصور وعوانة روياه بواسطة بين الأعمش وإبراهيم، ورواه سفيان الثوري بدون واسطة، فكيف يحكمون بأن روايتهما هي الصحيحة ورواية سفيان هي الخطأ! مع أن سفيان أكبر منهما سنا وأجل مكانة عندهم، ومتفق على وثاقته، وأبو عوانة ومنصور مختلف فيهما، ويوجد من يضعفهما؟!
على أن الأعمش قد يكون سمع الرواية من حكيم عن إبراهيم ورواها لهما، ثم سمعها من إبراهيم مباشرة ورواها لسفيان، فيكون سنده أعلى بدرجة!
وثانيا، نص البخاري وغيره على سماع الأعمش من إبراهيم (إرواء الغليل للألباني: 1 / 136)، فلا يجوز أن نفترض روايته عنه بواسطة، إلا إذا صرح هو بذلك!