بل إن هذا السند (الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه) موجود في كتاب الأم للشافعي في أكثر من عشرين موردا، وفي مسند أحمد في 114 موردا! وفي صحيح البخاري في نحو ستين موردا! أما سند الأعمش عن إبراهيم بواسطة حكيم بن جبير، فلا يوجد إلا نادرا جدا، لا يتجاوز بضعة موارد! فحكمهم بوجود واسطة بين الأعمش وإبراهيم مع وجود رواية سفيان الصحيحة بدون واسطة، يعني ابتداعهم بأن احتمال الواسطة عندكم حجة!
وهي مقولة تكلفهم تسقيط البخاري والكثير من مصادرهم! إذ لاوجه لتخصيص حجية احتمالهم بحديث واحد يقول إن معاوية فرعون هذه الأمة؟!
ثالثا، أن حكيم بن جبير موثق عند بعض كبار أئمتهم! قال الرازي في الجرح والتعديل: 3 / 201: (حدثنا عبد الرحمن نا على ابن الحسين قال سمعت أبا حفص يقول: كان عبد الرحمن لا يحدث عن حكيم بن جبير، وكان يحيى يحدثنا عنه..... حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبا زرعة عن حكيم بن جبير؟ فقال: في رأيه شئ. قلت ما محله؟ قال محله الصدق إن شاء الله). (ونحوه في تهذيب التهذيب: 2 / 383، وتهذيب الكمال: 7 / 168، وقال: روى له الأربعة وقال في هامشه: وقال البخاري فيما سأله الترمذي: لنا فيه نظر، ولم يعزم فيه على شئ (الورقة 3) وقال البخاري في تاريخه: كان يحيى وعبد الرحمان يحدثان عنه). انتهى.
ومن الطريف أن ابن أبي حاتم شبه حكيم بن جبير بيونس بن خباب فقال: (وحكيم هو نحو يونس بن خباب، وهو ذاهب في الضعف). انتهى. ومعنى كلامه أنه شيعي، فكأنه اكتشف جديدا ولم يعرف أن نحو مائة من رواة البخاري شيعة مثل يونس! وأن الأعمش رحمه الله شيعي أكثر منه! ومنصورا وأبا عوانة أيضا! وأنهم لو تركوا الرواية عن الرواة الشيعة، لذهب شطر عظيم من