قال القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2 / 156: (غزا يزيد بن أبي سفيان بالناس وهو أمير على الشام، فغنموا وقسموا الغنائم، فوقعت جارية في سهم رجل من المسلمين وكانت جميلة، فذكرت ليزيد فانتزعها من الرجل! وكان أبو ذر يومئذ بالشام، فأتاه الرجل فشكا إليه واستعان به على يزيد ليرد الجارية إليه، فانطلق إليه معه وسأله ذلك فتلكأ عليه! فقال له أبو ذر: أما والله لئن فعلت ذلك، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية، ثم قام! فلحقه يزيد فقال له: أذكرك الله عز وجل أنا ذلك الرجل؟! قال: لا. فرد عليه الجارية).
وفي سير أعلام النبلاء: 1 / 329، وتاريخ دمشق: 65 / 250: (فوقعت جارية نفيسة في سهم رجل فاغتصبها يزيد). انتهى. وروته أكثر مصادرهم، وغطى أكثرها على آل أبي سفيان، فلم يذكروا أن مناسبته غصب ابن أبي سفيان للجارية!
ومن المغطين الألباني حيث صححه دون أن يذكر مناسبته! كما لم يذكروا شيئا عن سلوك أخيه معاوية لكنه كان في جوه!
كما حاول بخاري تكذيب الرواية فقال في تاريخه: 1 / 45: (كان أبو ذر بالشام وعليها يزيد بن أبي سفيان فغزا الناس فغنموا... وبتر بخاري القصة وقال: (والمعروف أن أبا ذر كان بالشام زمن عثمان وعليها معاوية ومات يزيد في زمن عمر، ولا يعرف لأبي ذر قدوم الشام زمن عمر). انتهى.
وقد يكون بخاري غير مطلع، لكن الأرجح أنه متعصب متعمد.
وروى ابن كثير في النهاية: 8 / 254، قصة الجارية وقال: (وكذا رواه البخاري في التاريخ وأبو يعلى عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، ثم قال البخاري: والحديث معلول ولا نعرف أن أبا ذر قدم الشام زمن عمر بن الخطاب). انتهى.