وجمع الناس بمسجد الكوفة، وذكر لهم أحداث عثمان ثم قال: أيها الناس، لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم! وبلغه خبر نفي أبي ذر إلى الربذة فقال في خطبته بمحفل من أهل الكوفة: هل سمعتم قول الله تعالى: ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان.. وعرض بذلك بعثمان! فكتب الوليد بذلك إلى عثمان فأشخصه من الكوفة، فلما دخل مسجد النبي (ص) أمر عثمان غلاما له أسود فدفع ابن مسعود! وأخرجه من المسجد ورمى به الأرض! وأمر بإحراق مصحفه، وجعل منزله حبسه ومنع عطاءه أربع سنين إلى أن مات! وأوصى الزبير بأن لا يترك عثمان يصلي عليه). انتهى.
6 - ومنهم عبد الرحمن بن سهل الأنصاري رحمه الله أحد قادة الفتوحات، الذي حلف لينفذن أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ويقتلن معاوية إن رآه على منبره! ففي تاريخ دمشق: 34 / 421: (غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمان عثمان ومعاوية أمير على الشام، فمرت به روايا خمر تحمل، فقال إليها عبد الرحمن برمحه فبقر كل راوية منها، فناوشه غلمانه، حتى بلغ شأنه معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله! فقال: كذب والله ما ذهب عقلي، ولكن رسول الله (ص) نهانا أن ندخله بطوننا وأسقيتنا، وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله (ص) لأبقرن بطنه أو لأموتن دونه!). انتهى.
يقصد هذا الصحابي أنه إن بقي حيا حتى يرى معاوية على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله لينفذن فيه أمر النبي صلى الله عليه وآله وليبقرن بطنه! وهو من الأدلة على صحة الحديث النبوي: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، وفي لفظ آخر فابقروا بطنه! وقد يكون صلى الله عليه وآله قالهما في مرتين وقد روي: (إن هذا، وأشار بيده إلى معاوية، سيطلب