وقد نظر لهذا المنطق أجدادهم مجسمة بغداد، الذين وجدوا في المتوكل العباسي مؤسسا ومولا لهم، وفي أحمد بن حنبل في شيخوخته إماما لهم.
قال الخلال في السنة: 2 / 434: (وجهنا رقعة إلى أبي عبد الله (أحمد بن حنبل): ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصبا؟ قال أبو عبد الله: هذا قول سوء ردئ! يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون، ويبين أمرهم للناس! إسناده صحيح). انتهى.
بل استطاعوا أن يفرضوا كتابة اسم معاوية على أبواب بعض مساجد بغداد!
قال صاحبهم ابن العربي الأموي في العواصم من القواصم / 219: (وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على الناس، مكتوب على أبواب مساجدها: خير الناس بعد رسول الله (ص) أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم). انتهى.
ولكنهم عجزوا عن فرض ذلك في مصر، لأن الدولة الفاطمية منعتهم! قال المقريزي في المواعظ والاعتبار / 1678: (ولما دخل جوهر القائد بعساكر المعز لدين الله إلى مصر وبنى القاهرة، أظهر مذهب الشيعة وأذن في جميع المساجد الجامعة وغيرها بحي على خير العمل، وأعلن بتفضيل علي بن أبي طالب على غيره، وجهر بالصلاة عليه وعلى الحسن والحسين وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم، فشكا إليه جماعة من أهل المسجد الجامع أمر عجوز عمياء تنشد في الطريق (فضائل أهل البيت عليهم السلام) فأمر بها فحبست، فسر الرعية بذلك ونادوا بذكر الصحابة ونادوا: معاوية خال علي وخال المؤمنين، فأرسل جوهر حين بلغه ذلك رجلا إلى الجامع فنادى: أيها الناس أقلوا القول ودعوا الفضول، فإنما حبسنا العجوز صيانة لها فلا ينطقن أحد إلا حلت به العقوبة الموجعة. ثم أطلق العجوز).