بنت أبي بكر خالة المؤمنين! فقد قال الواحدي في تفسير قوله تعالى: (وأزواجه أمهاتهم) أي في حرمة نكاحهن وهذه الأمومة تعود إلى حرمة نكاحهن لا غير! ألا ترى أنه لا يحل رؤيتهن).
وقد تكلم عدد من عقلائهم بنحو كلام البيهقي والشافعي والمقريزي. (راجع: تاريخ دمشق:: 59 / 103، و 69 / 148، والنهاية: 4 / 163، وسيرة ابن كثير: 3 / 273، وذخيرة الحفاظ / 151، و تفسير الآلوسي: 28 / 74، والكامل لابن عدي: 3 / 54، و: 6 / 116، وقصيدة عبد الله الأشعث / 45، ولمعة الاعتقاد لابن قدامة / 33).
أما ردود علمائنا فمن أقدمها رد الشريف المرتضى رحمه الله في رسائله: 4 / 65، قال:
(ومن ذهب لأجل تسميته بأنهن أمهات المؤمنين إلى أن معاوية خال المؤمنين فقد ذهب مذهبا بعيدا، وحاد عن رأي الصواب السديد، لأن أخ الأم إنما يكون خالا إذا كانت الأمومة من طريق النسب، وأما إذا كانت على سبيل التشبيه والاستعارة فالقياس غير مطرد فيها، ولهذا لا يسمى آباء أزواج النبي أجدادا لنا، ولا أخواتهن لنا خالات، ولا يجري القياس في هذا الموضع مجراه في النسب. وكيف اختص بالخؤولة معاوية دون كل إخوة أزواج النبي؟ وهلا وصف محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عمر بالخؤولة إن كان القياس مطردا؟ ولكن العصبية تعمي وتصم)! (وشبيه به الشيخ الطوسي رحمه الله في المبسوط: 4 / 159).
وقال أبو الفتح الكراجكي في التعجب من أغلاط العامة / 104: (ومن عجيب أمر الحشوية، ووقاحتهم في العناد والعصبية: أنهم يقولون: إن معاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين، ويقولون إنه استحق ذلك بسبب أن أخته أم حبيبة بنت أبي سفيان إحدى أزواج النبي صلى الله عليه وآله اللواتي هن بنص القرآن للمؤمنين أمهات، ولا يسمون محمد بن أبي بكر خال المؤمنين، بل لا يذكرونه بذكر جميل، وأخته عائشة أعظم أزواج النبي صلى الله عليه وآله عندهم قدرا، وأجل الأمهات في مذهبهم فضلا