وذكرا، وليس تدانيها عندهم أم حبيبة ولا تقاربها، ولا أبوها كأبيها، فلم لا يسمون محمد بن أبي بكر خال المؤمنين، ويكون أحق بذلك من معاوية بن أبي سفيان الفاسق اللعين الطليق ابن الطليق الذي لعنه رسول الله وقال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، وكان من المؤلفة قلوبهم، ولم يحفظ قط حسنة يبسط معها في تفضيلهم له عذرا، ولا ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وآله تسميته بخال المؤمنين فيصح قولهم! وبأي وجه استحق معاوية هذا الإكرام دون محمد بن أبي بكر؟ وكيف يجب أن تحفظ أم حبيبة في أخيها معاوية، ولم يجب أن تحفظ عائشة في أخيها محمد؟!
كلا، ليس يخفى على العاقل أن بغضهم لأمير المؤمنين عليه السلام حملهم على تفضيل محاربيه وتبجيل أعاديه ومعانديه، وإهمال ذكر أوليائه والمنسوبين إليه من أصفيائه! وقد علم أن معاوية كان لأمير المؤمنين عليه السلام عدوا وحربا، وأن محمد بن أبي بكر كان له وليا وحزبا، بذلك صار معاوية خالا للمؤمنين دون محمد بن أبي بكر، ربيب أمير المؤمنين عليه السلام! مع ما أنه على الحقيقة واليقين لا يصح أن يكون أحد من إخوة أزواج النبي خالا للمؤمنين، وذلك أن الله تعالى إنما جعل أزواج نبيه أمهات لهم، ليحرم عليهم بعده العقد عليهن، فلو كان معاوية عليه الهاوية أو غيره خالا للناس لأجل أن أخته في حكم الأمهات، لحرم عليه وطأ مؤمنة، لأن الخال لا يحل أن يطأ بنت أخته.. الخ)!
* *