على المدعي أن يقيم الدليل المقبول على مدعاه، لا على المنكر فيما ينكره، كما هو معلوم! ثم إن الأصل في كتابة معاوية للنبي صلى الله عليه وآله هو ما أخرجه مسلم! قال ابن حجر المكي في فضائل معاوية: ومنها: إنه أحد الكتاب لرسول الله (ص) كما في صحيح مسلم. وهو لو صح يفيد كونه كاتبا لا كاتبا للوحي، لكنه باطل موضوع كما صرح كبار الأئمة كما ستعرف). (راجع للتوسع نفحات الأزهار للسيد الميلاني: 6 / 223).
* * بقيت أربع ملاحظات في الموضوع، الأولى:
روى الصدوق رحمه الله في معاني الأخبار / 346، بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ومعاوية يكتب بين يديه وأهوى بيده إلى خاصرته بالسيف: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف! فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وهو يخطب بالشام على الناس، فاخترط سيفه ثم مشى إليه فحال الناس بينه وبينه فقالوا: يا عبد الله مالك؟ فقال: سمعت رسول الله عليه السلام يقول: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف! قال فقالوا: أتدري من استعمله؟ قال: لا، قالوا: أمير المؤمنين عمر. فقال الرجل: سمعا وطاعة لأمير المؤمنين)!
أقول: يدل هذا الحديث على أن معاوية كان يكتب للنبي صلى الله عليه وآله شيئا، ولا يوجد دليل على أنه كان يكتب القرآن أو الوحي فقد يكون رسالة أو قائمة توزيع الصدقات أو جبايتها، لأن أباه كان مسؤول جمع الصدقات في نجران، وأخاه في تيماء كما مر، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله يكتب الصدقات ويكتب من يبعثهم من الجند في بعوثه، وذات مرة كتب أسماء كل المسلمين في المدينة.