بشر! إنه زياد بن أبيه، وقد كتب فيهم إلى معاوية: إنهم خالفوا الجماعة في لعن أبي تراب، وزروا على الولاة، فخرجوا بذلك عن الطاعة (1)! فأمر بقتلهم جميعا وكانوا سبعة نفر بمرج عذراء من بلاد الشام. قيل: ودخل معاوية على عائشة فقالت له: يا معاوية ما حملك على قتل أهل عذراء، حجرا وأصحابه؟! فقال: يا أم المؤمنين إني رأيت في قتلهم إصلاحا للأمة، وفي بقائهم فسادا! فقالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء! (2) هل عجبت من دين هؤلاء؟ كلا، فإن الأعجب من ذلك ما نسمعه من وجوب حفظ كرامتهم والترضي عليهم). هامش: (1) تاريخ اليعقوبي: 2 / 230، وقصة زياد ومعاوية مع حجر وأصحابه تجدها مفصلة في: الكامل في التاريخ: 3 / 472، وتهذيب تاريخ دمشق: 2 / 373، عند ترجمة أرقم الكندي. (2) دلائل النبوة: 6 / 457، البداية والنهاية: 6 / 231، الإصابة: 2 / 329.
وقال الحافظ السقاف في شرح كتاب ابن الجوزي: دفع شبه التشبيه / 235:
(ومن الغريب المضحك حقا بعد هذا أن تجد ابن كثير يقول في باب عقده في تاريخه (8 / 20) في فضل معاوية ما نصه: هو معاوية بن أبي سفيان.... خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين، أسلم هو وأبوه وأمه هند يوم الفتح. ثم قال بعد ذلك: (والمقصود أن معاوية كان يكتب الوحي لرسول (ص) مع غيره من كتاب الوحي). انتهى. قلت: كلا والله الذي لا إله إلا هو، لم يصح كلامك يا ابن كثير ولاما اعتمدته وزعمته! فأما قولك: (خال المؤمنين) فليس بصحيح البتة، وذلك لأنه لم يرد ذلك في سنة صحيحة أو أثر، وعلى قولك هذا في الخؤولة يكون حيي بن أخطب اليهودي جد المؤمنين، لأنه والد السيدة صفية زوجة النبي (ص)، وليس كذلك. ولم أرك تقول عن سيدنا أبي بكر أو عن سيدنا عمر إنه جد المؤمنين لأن بنتيهما زوجتا رسول الله (ص)! ولا أريد الإسهاب في إبطال