وقالوا: معاوية سور الصحابة، وستر الصحابة، وباب الصحابة! واحتجوا به أكثر مما يحتجون بآية أو حديث نبوي، ونسجوا عليه أضعافه! كما فعل ابن كثير في النهاية: 8 / 148، وابن عساكر في تاريخه: 59 / 209، وغيرهما.
أما الوهابيون فجعلوه أصلا من أصول العقائد التي ترد بها الشبهات عن الدين!
قال الشيخ ناصر بن حمد الفهد في كتابه: كشف شبهات حسن المالكي / 20: (الفصل الرابع: في أصول تكشف شبهات المالكي في التاريخ والصحابة... وفي هذا الفصل سأذكر سبعة أصول تكشف شبهاته في هذا الباب إن شاء الله تعالى.
الأصل الأول: أن الصحابة كلهم عدول وإن اختلفوا في الفضل....
الأصل الثاني: أن القول بعدالة الصحابة لا ينافي الوقوع في الخطأ.....
الأصل الثالث: القول في بعض الصحابة كالقول في البعض الآخر.....
الأصل الرابع: أن معاوية رضي الله عنه ستر أصحاب النبي، فمن تكلم عليه اجترأ على ما وراءه. وهذه كلمة قالها بعض السلف رحمهم الله وقد صدق في ذلك، فإنه ما من رجل يتجرأ ويطعن في معاوية رضي الله عنه، إلا تجرأ على غيره من الصحابة رضوان الله عليهم، وانظر هذا في أحوال الزيدية فإنهم طعنوا في معاوية رضي الله عنه ثم تجرأوا على عثمان رضي الله عنه، ثم تكلموا في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حتى صرح بكفرهما بعض الزيدية، وصدق من قال: جئني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبيرا. والسبب في ذلك أنه إذا تجرأ على معاوية رضي الله عنه فإنه يكون قد أزال هيبة الصحابة من قلبه فيقع فيهم لأنه لا يعلل كلامه في معاوية بشئ إلا ويلزمه مثل هذا في غيره)! انتهى.
ومعنى كلامه أمران: الأول: أن الصحابة عدول وغير عدول! فهم قد يرتكبون المعاصي الصغيرة والكبيرة! لكنهم جميعا لهم حصانة بدرجة واحدة، إلا أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله فهم صحابة وأهل بيت، لكن ليس لهم حصانة، لأنهم أقل درجة