فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله] (2). وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (14 / 132): [أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق؛ فسئل بها عن معاوية؟ وما جاء في فضائله؟ فقال: ألا يرضى رأسا برأس حتى يفضل؟! قال: فما زالوا يدفعون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد،.... قال الدارقطني: خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة]. ومن بيان ما يدل على نصب الذهبي تلميذ ابن تيمية أنه عندما ذكر قول الإمام النسائي صاحب السنن رحمه الله تعالى في معاوية في سير أعلام النبلاء: 14 / 129 [فقيل له - أي النسائي -: ألا تخرج فضائل معاوية.. فقال: أي شئ أخرج: اللهم لا تشبع بطنه؟! فسكت السائل! قلت (الذهبي): لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية لقوله (ص): (اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة].
أقول: أضحكتني هذه (لعل أن يقال)! وعلى كل حال فتأويل قوله (ص) في حق معاوية: (لا أشبع الله بطنه) الثابت في صحيح مسلم (2604) بأن في هذا منقبة لمعاوية لحديث (اللهم من كنت لعنته أو سببته فاجعلها له رحمة) تأويل باطل لوجهين: الأول: أن الذهبي اعترف بأن معاوية كان من الأكلة! وبالتالي أجيبت دعوة النبي (ص) فيه! ولذلك كان عظيم البطن لم يستطع الخطبة إلا جالسا، ويعني هذا أن دعوة النبي (ص) أصابته (14)! وهذا ذم واضح!
وثانيا: أن الحديث مقيد وليس على إطلاقه! فقد رواه مسلم (2603) من حديث أنس بن مالك بلفظ: (فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة...) ومعاوية كان أهلا لما دعا عليه النبي (ص)! بدليل أنه كان من الأكلة! فكان لا يشبع حتى عظم بطنه فكان لا يقدر على القيام في خطبة الجمعة وغيرها! ولو كان غير أهل لما استجيبت دعوة النبي (ص) فيه! وكيف لا