واما من يلتزم بدلالة ألفاظ العموم عليه بنفسها لا بتبع ما يراد من مدخولها أو يلتزم بجريان مقدمات الحكمة في المراد الاستعمالي بحيث لا يكون المخصص المنفصل هادما لظهوره الاطلاقي بل رافعا لحجيته على المراد الجدي.
فلا وجه لالتزامه بانقلاب النسبة إذ ظهور العام في الاستغراق لا ينهدم بورود المخصص فتبقى نسبته مع العام الآخر كما كانت قبل التخصيص.
نعم بناء على أن ورود الخاص المنفصل يكون هادما لظهور المطلق في المراد الاستعمالي أيضا بحيث يكشف عن انه ليس في مقام البيان لمراده الاستعمالي يتجه القول بانقلاب النسبة وان كانت مقدمات الحكمة جارية في المراد الاستعمالي كما لا يخفى.
فمجمل القول ان انقلاب النسبة لا محيص عن القول به على بعض الالتزامات في باب العام والمطلق ولا وجه له على الالتزامات الأخرى هذا كله في بيان انه بعد التخصيص هل ينقلب ظهور العام وينعقد له ظهور ثانوي في الباقي فتنقلب النسبة. أو لا ينقلب ظهوره وبقي على ما كان عليه فلا تنقلب النسبة (1)؟