في جوف الليل ليغيث (1) القوم الذين استغاثوا به فمر برجل قائم على شفير بئر يستقى منها فدفعه وهو لا يريد ذلك ولا يعلم فسقط في البئر فمات ومضى الرجل فاستنقذ أموال أولئك القوم الذي استغاثوا به.
فلما انصرف إلى أهله قالوا له ما صنعت قال قد انصرف القوم عنهم وآمنوا وسلموا قالوا له (أ - كا) شعرت أن فلان بن فلان سقط في البئر فمات قال أنا والله طرحته قيل وكيف ذلك فقال إني خرجت أعدو بسلاحي في ظلمة الليل وأنا أخاف الفوت على القوم الذين استغاثوا بي فمررت بفلان وهو قائم يستقى في (2) البئر فزحمته ولم أرد (3) ذلك فسقط (في البئر - كا) فمات فعلى من دية هذا فقال ديته على القوم الذين استنجدوا (4) الرجل (5) فأنجدهم وأنقذ أموالهم ونساءهم و ذراريهم أما إنه لو كان آجر نفسه باجرة لكانت الدية عليه وعلى عاقلته دونهم وذلك أن سليمان بن داود عليهما السلام أتته امرأة عجوز تستعديه (6) على الريح فقالت يا نبي الله إني كنت قائمة على سطح (لي - كا) وأن الريح طرحتني من السطح فكسرت يدي فأعدني (7) على الريح فدعا سليمان بن داود عليهما السلام الريح فقال لها ما دعاك إلى ما صنعت بهذه المرأة فقالت صدقت يا نبي الله إن رب العزة جل وعز بعثني إلى سفينة بنى فلان لأنقذها من الغرق وقد كانت أشرفت على الغرق فخرجت في سنني (8) وعجلتي إلى ما أمرني الله عز وجل به فمررت بهذه المرأة وهي على سطحها فعثرت بها ولم أردها فسقطت فانكسرت يدها قال فقال سليمان (بن داود - يب) يا رب بما أحكم على الريح فأوحى