كون الخارج من الأيمن على الأيسر وبالعكس كما في خبر يونس يؤخذ وسط العمامة فيثنى على رأسه بالتدوير ثم يلقى فضل الشق الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن ثم يمد على صدره ولا تقدير لطول العمامة شرعا فيعتبر فيه ما يؤدى هذه الهيئة وفي العرض ما يطلق معه عليها اسم العمامة وتزاد المرأة لفافة أخرى لثدييها لتضمهما إلى صدرها وتشد على الظهر كما ورد في خبر سهل ولا تقدير لهذه اللفافة طولا ولا عرضا بل ما يتأدى به الغرض المطلوب منها وتزاد المرأة أيضا نمطا وهو لغة ضرب من البسط والجمع أنماط قاله الجوهري وزاد ابن الأثير له خمل رقيق وهو ثوب من صوف فيه خطط مأخوذ من الأنماط وهي الطرائق وهو غير الحبرة والإزار خلافا لابن إدريس حيث جعل الحبرة تبعا للشيخ في الاقتصار ومحله فوق الجميع ومع عدمه يجعل بدله لفافة أخرى كما يجعل بدل الحبرة عند جماعة فيكون للمرأة ثلث لفائف وفي كلام جماعة من الأصحاب استحباب النمط للرجل أيضا وقناعا عوض العمامة لقول الصادق عليه السلام تكفن المرأة في خمسة أثواب أحدهما الخمار وهو القناع لأنه يجز به الرأس أي يستر ويستحب الذريرة للميت بأن يطيب بها كفنه وكيفيته على ما ورد في الاخبار وذكره المصنف في النهاية أن يبسط أحسن اللفائف وأوسعها أولا ليكون الظاهر للناس أحسنها كالحي يظهر أفخر ثيابه ويجعل عليها الذريرة والكافور ثم يبسط الثانية التي تليها في الحسن والسعة ويجعل فوقها ذريرة وكافور أيضا ثم يبسط القميص كذلك وروى سماعة عن الصادق عليه السلام قال إذا كفنت الميت فذر على كل ثوب شيئا من ذريرة وكافور وكذا يستحب جعلها على القطن الذي يوضع على (القربين؟) وفي المنتهى لا يستحب نثرها على اللفافة الظاهرة وما نقلناه ينافيه وقد اختلفت عبارة الأصحاب في الذريرة اختلافا كثيرا أضبطه ما ذكره المصنف في التذكرة تبعا للمحقق في المعتبر أنها الطيب المسحوق وقال الشيخ في التبيان هي فتات قصب الطيب وهو قصب يجاء به من الهند كأنه قصب النشاب وفي المبسوط والنهاية يعرف بالقمحة بضم القاف وتشديد الميم المفتوحة والحاء المهملة أو بفتح القاف وتخفيف الميم واحدة القمح وابن إدريس هي نبات طيب غير الطيب المعهود سمى القمحان بالضم والتشديد قال في المعتبر هذا التفسير خلاف المعروف بين السلماء وقال الذي سما اللغوي هي فعيلة بمعنى مفعولة ما يذر على الشئ وقصب الذريرة دواء يجلب من الهند واليمن يجعلون إخلاطا من الطيب يسمونها الذريرة ووجدت بخط شيخنا الشهيد رحمه الله نقلا عن بعض الفضلاء أن قصب الذريرة هي القمحة التي يؤتى بها من ناحية نهاوند وأصلها قصب نابت في أجمة في بعض الرساتيق يحيط بها معيات والطريق إليها على عدة عقبات فإذا طال ذلك القصب ترك حتى يجف ثم يقطع عقدا وكعابا ثم يعبى في الجوالقات فإذا أخذ على عقبة من تلك العقبات المعروفة عفن وصار ذريرة ويسمى قمحة وإن سلك به على غير تلك العقبات بقي قصبا لا يصلح إلا للوقود قال المحقق الشيخ على في توجيه القول الأول اللفظ إنما يحمل على المتعارف الشائع الكثير إذ يبعد استحباب ما لا يعرف ولا يعرفه إلا الافراد من الناس وفي كلام المعتبر في الرد على ابن إدريس إيماء إلى ذلك وكذا يستحب الجريدتان من النخل للميت المؤمن واحدها جريدة وهي العود الذي يجرد عنه الخوص ولا يسمى جريدا ما دام عليه الخوص وإنما يسمى سعفا وعلى استحباب الجريدتين إجماع الإمامية وقد ورد بهما الاخبار من طرق العامة أن النبي صلى الله عليه وآله قال خضروا موتاكم فما أقل المختضرين وأسند سفيان الثوري من العامة إلى الباقر عليه السلام حين سأله عن التخضير فقال جريدة خضراء توضع من أصل الثدي إلى أصل الترقوة والأصل في شرعيتهما مع ذلك أن آدم عليه السلام لما هبط من لبنة خلق الله تعالى من فضل طينته النخلة فكان يأنس بها في حياته فأوصى بنيه أن يشقوا منها جريدا بنصفين ويصيروه معه
(١٠٦)