روض الجنان (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٦٠
قد نفى ما زاد على ثلاثة أقوال بقي هنا شئ ينبغي التنبه له وهو إن المصنف عطف بعد سواء بأو في قوله سواء تغير بالنجاسة أو لا وقد أكثر من استعمال ذلك في كتبه كغيره من الفقهاء وقد منع منه جماعة من محققي العربية من المتقدمين والمتأخرين وحجتهم في ذلك إن أو تقتضي أحد الشيئين أو الأشياء والتسوية تقتضي نفس الشيئين أو الأشياء والأجود العطف بأم المتصلة التي ما قبلها وما بعدها لا يستغني بأحدهما عن الاخر قال تعالى سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون وقال أبو على الفارسي لا يجوز أو بعد سواء فلا يقال سواء على قمت أو قعدت لأنه يكون المعنى سواء على أحدهما وذا لا يجوز لان التسوية تقتضي شيئين فصاعدا وقال ابن هشام في المغنى قد أولع الفقهاء وغيرهم بأن يقولوا سواء كان كذا أو كذا وهو وهو نظير قولهم يجب أقل الامرين من كذا أو كذا والصواب العطف في الأول بأم وفى الثاني بالواو ثم نقل عن الصحاح سواء علي قمت أو قعدت قال وهو سهو ونقل عن الهذلي إن ابن محيص قرأ من طريق الزعفراني أو لم تنذرهم وحكم عليه بأنه من الشذوذ بمكان والظاهر من المصنف أنه يختار ما نقله صاحب الصحاح من جواز ذلك وقد وافقه عليه بعض أهل العربية وظاهر الشيخ الرضى رحمه الله اختيار ذلك حيث قال بعد نقل كلام الفارسي وحجته بأن أو يقتضى أحد الشيئين ويرد عليه أن معنى أم أيضا أحد الشيئين أو الأشياء فيكون معنى سواء على قمت أو قعدت سواء على أيهما فعلت أي الذي فعلت من الامرين وهذا أيضا ظاهر الفساد قال وإنما لزمه ذلك في أو وأم لأنه جعل سواء خبرا مقدما وما بعده مبتدأ والوجه إن سواء خبر مبتدأ محذوف أي الأمران سواء ثم بين الامرين بقوله قمت أو (أم خ ل) قعدت والجملة سادة مسد جواب الشرط الذي لا شك في تضمن الفعل بعد سواء وما أبالي معناه إلا ترى إلى أفاد الماضي في مثله معنى المستقبل وما ذاك إلا لتضمن معنى الشرط انتهى كلام الرضى وفرق السيرافي في شرح كتاب سيبويه بين ما لو دخلت همزة التسوية بعد سواء ولم تدخل فجوز أو على الثاني دون الأول فقال سواء إذا دخلت بعدها ألف الاستفهام لزمت أم بعدها كقولك سواء على أقمت أم قعدت وإن كان بعد سواء فعل بغير استفهام جاز عطف أحدهما على الاخر بأو كقولك سواء على قمت أو قعدت انتهى وكلام المصنف جار على القسم الثاني والآيات الشريفة على الأول فقد تلخص في المسألة ثلاثة أقوال المنع مطلقا والجواز مطلقا والتفصيل وإنما أطنبنا القول في ذلك لكثرة جريانه وشدة الحاجة إليه وعدم اشتهار ما حررناه من الخلاف ثم عد إلى عبارة الكتاب واعلم إن المستعمل في إزالة الخبث نجس إلا ماء الاستنجاء من الحدثين فإنه طاهر إجماعا كما نقله المصنف في المنتهى وفى المعتبر هو عفو وقربه في الذكرى وتظهر الفائدة في استعماله ثانيا فيجوز الأول دون الثاني والأصل فيه حكم الصادق عليه السلام بعدم نجاسة الثوب الملاقي له وهو يستلزم الطهارة ولأن في الحكم بنجاسته حرجا ومشقة لعموم البلوى به وكثرة تكرره ودورانه بخلاف باقي النجاسات والاجماع الذي ادعاه المصنف كاف أيضا ولا فرق بين المخرجين ولا بين المتعدى وغيره إلا أن يتفاحش بحيث يخرج عن مسمى الاستنجاء ولا بين الطبيعي وغيره إذا صار معتادا لاطلاق الحكم لكن يشترط لطهارته أمور دل على اشتراطها أدلة أخر أشار بعضها بقوله ما لم يتغير بالنجاسة أو يقع على نجاسة خارجة عن حقيقته كالدم المستصحب له أو عن محله وإن لم يخرج عن الحقيقة كالحدث الملقى على الأرض وغيره من النجاسات ولا يحتاج إلى تنقيح المحل بجعل عدم استصحابه لنجاسة أخرى شرطا (ثانيا؟) يشترط زيادة على ما ذكر إن لا ينفصل مع الماء أجزاء من النجاسة متميزة لأنها كالنجاسة الخارجة يتنجس الماء بها
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * الابتداء بتسمية الله وتحميده * إعراب بسم الله 2
2 إعراب الحمد 4
3 في معنى بعض صفاته تعالى 5
4 تفسير مقدمة المصنف 11
5 (كتاب الطهارة ومعناه) 12
6 النظر الأول في أقسام الطهارة 14
7 في الأغسال الواجبة 16
8 في الأغسال المستحبة 17
9 في وجوب التيمم 19
10 في وجوب الطهارة بالنذر وشبهه 20
11 النظر الثاني في أسباب الوضوء 21
12 أحكام التخلي 22
13 في مستحبات التخلي ومكروهاته 25
14 في أحكام الوضوء 27
15 في استدامة الوضوء 29
16 وقت النية 30
17 في غسل الوجه 31
18 في غسل اليدين 32
19 مسح الرأس 33
20 مسح الرجلين 35
21 المسح بنداوة الوضوء 37
22 الترتيب في الوضوء 37
23 الموالاة في الوضوء 38
24 ذو الجبيرة والسلس 39
25 استحباب الوضوء 40
26 اشتراط الوضوء بماء مطلق 43
27 الشك في الحدث والطهارة 43
28 النظر الثالث في أسباب الغسل 46
29 المقصد الأول في أحكام الجنابة 47
30 موجبات الجنابة 48
31 المحرمات على المجنب 49
32 المكروهات على المجنب 50
33 في نية الغسل 52
34 وجوب غسل البشرة والترتيب 53
35 وجوب غسل البشرة والترتيب 53
36 الاستبراء 55
37 الحدث في أثناء الغسل 57
38 المقصد الثاني في الحيض 59
39 علامات الحيض 59
40 تيأس المرأة القرشية وغيرها 62
41 أقل الحيض وأكثره وأقل الطهر 63
42 أحكام المبتدئة 67
43 المضطربة والمتحيرة 69
44 في ذاكرة الوقت أو العدد 70
45 حكم ما لو انقطع الدم 72
46 وجوب الغسل على الحايض 75
47 محرمات الحايض 75
48 حكم وطي الحايض بعد انقطاعه 78
49 وجوه حل الوطي قبل الغسل 78
50 المقصد الثالث في الاستحاضة والنفاس 82
51 علامات الاستحاضة 83
52 أحكام الاستحاضة 84
53 علامات النفاس 88
54 ذات العادة المستقرة والمضطربة 89
55 أحكام التوأمين 91
56 المقصد الرابع في غسل الأموات 92
57 أحكام المحتضر 93
58 الأولى بغسل الميت 96
59 في اشتباه الذكورة والأنوثة 97
60 كيفية غسل الميت 98
61 مستحبات غسل الميت 100
62 تكفين الميت 102
63 في حنوط الميت 104
64 بعض مستحبات التجهيز 105
65 كفن المرأة على زوجها 108
66 الكفن من أصل المال 109
67 خروج النجاسة بعد الكفن أو وضعه في القبر 110
68 حكم الشهيد 110
69 حكم السقط والقطعة المبانة من الانسان 112
70 غسل من وجوب قتله وغسل المس 113
71 مس قطعة المبانة أو الميت من غير الناس. 115
72 النظر الرابع في التيمم 116
73 فيما لو وجد ماءا لا يكفيه للطهارة 119
74 المقصود من الصعيد 120
75 في استمرار العجز وعدمه 122
76 كيفية التيمم 124
77 حد الوجه في التيمم 126
78 في طهارة الموضع 127
79 حكم ما لو عدم الماء والتراب 128
80 في نواقض التيمم 129
81 فيما يستباح بالتيمم 130
82 فيما لو أحدث المتيمم 132
83 النظر الخامس في المياه 132
84 الماء المطلق والمضاف والجاري 133
85 تغيير الماء الجاري 134
86 تطهير الماء المتغير 137
87 مقدار الكر 139
88 تنجس الكر بتغير أحد أوصافه 140
89 ماء البئر وكيفية طهارته ونجاسته 143
90 استعمال الماء النجس في الطهارة 155
91 الفاصل بين البئر والبالوعة 156
92 حكم أسآر الحيوانات 157
93 الماء القليل وحكمه 158
94 المستعمل في إزالة الخبث 160
95 النظر السادس في النجاسات 162
96 وجوب ازالتها عن الثوب والبدن 164
97 الدم المعفو 165
98 شرط العصر في التطهير الا في موارد 167
99 حكم الصلاة في الثوب النجس 168
100 المتعذر من الثوب الطاهر 169
101 المقصد الثاني في أوقاتها 175
102 الطرق التي يعلم بها الزوال 176
103 وقت الظهر والعصر 178
104 وقت المغرب والعشاء 179
105 وقت صلاة الصبح 180
106 وقت النوافل 180
107 فضيلة الأوقات ومستثنياته 185
108 الاجتهاد في تحصيل الوقت 186
109 الصلاة في غير وقتها 187
110 حكم ترتيب الفائتة على الحاضرة 187
111 المقصد الثالث في القبلة 189
112 في تعيين الجهة 189
113 حكم الصلاة على الراحلة 192
114 الاجتهاد في تحصيل القبلة 192
115 الصلاة حين فقد الجهة 193
116 صلاة المضطر 196
117 علامة اهل العراق 196
118 استحباب التياسر لأهل العراق 198
119 علامة أهل الشام 199
120 رسالة للمحقق في استحباب التياسر 199
121 علامة أهل المغرب 200
122 الصلاة في الكعبة 202
123 لو انكشف فساد الصلاة 203
124 المقصد الرابع فيما يصلى فيه 204
125 المطلب الأول في اللباس 204
126 فيما يكره الصلاة فيه 208
127 حكم الصلاة في جلد الميتة 212
128 الصلاة في جلد ما لا يؤكل لحمه 213
129 في وجوب ستر العورة 215
130 المطلب الثاني في المكان 218
131 الصلاة في المكان المغصوب والنجس 218
132 السجود على الأرض وحكم موضعه 221
133 صلاة الرجل بجنب المرأة أو ورائها 225
134 المكان الذي تكره فيه الصلاة 227
135 في أحكام المساجد 231
136 استحباب اتخاذ المساجد 234
137 في آداب المساجد 235
138 المقصد الخامس في الأذان والإقامة 238
139 كيفية الأذان 241
140 شرايط المؤذن 242
141 حكم التثويب والترجيع 246
142 النظر الثاني في ماهية الصلاة 248
143 الأول القيام 249
144 الاستقلال في القيام 250
145 الثاني النية 254
146 في معنى النية 256
147 وجوب النية عند أول جزء من التكبير 257
148 الثالث تكبيرة الاحرام 258
149 الرابع القراءة 260
150 التسبيحات الأربع 261
151 من لم يحسن القراءة 262
152 الجهر والاخفات 265
153 قراءة العزائم في الصلاة 266
154 التأمين في الصلاة 267
155 اخراج الحروف من مواضعها 268
156 الخامس الركوع 271
157 في بعض احكامه 272
158 السادس السجود 274
159 واجبات السجود 275
160 السابع التشهد 277
161 في مندوبات الصلاة 279
162 المقصد الثاني في صلاة الجمعة 284
163 شرائط وجوب الجمعة 285
164 شرائط الإمامة 288
165 الخطبتين 293
166 محرمات صلاة الجمعة 295
167 في مستحبات ضلاة الجمعة 298
168 المقصد الثاني في العيدين 299
169 المقصد الرابع في الكسوف 302
170 وقت صلاة الزلزلة 305
171 المقصد الخامس في صلاة الميت 306
172 أحكام صلاة الميت 308
173 الأولى بصلاة الميت 310
174 صلاة المرأة والعاري على الميت 312
175 مستحبات التشييع 314
176 خاتمة في أحكام الميت 315
177 في مكروهات الدفن 318
178 نبش القبر 320
179 المقصد السادس في الصلوات المنذورات 321
180 المقصد السابع في النوافل 324
181 في صلاة الحاجة والاستخارة 326
182 ان النوافل ركعتان 328
183 النظر الثالث في اللواحق 329
184 الالتفات إلى الوراء في الصلاة 332
185 الاخلال بركن ومستثنياته 334
186 المكروهات في الصلاة 337
187 حكم قطع الصلاة 338
188 التسميت والحمد عند العطسة 339
189 المطلب الثاني في السهو والشك 340
190 في التشهد أو السجدة المنسية 345
191 لو شك في شئ وهو في موضعه 347
192 لو شك وهو في غير موضعة 349
193 في بعض الشكوك 350
194 حكم الاخلال بالنظم في الصلاة 351
195 في الشكوك الصحيحة 351
196 فيما لو ذكر بعد الشك 352
197 في صلاة الاحتياط 353
198 في الشك في النافلة 353
199 من ترك الصلاة مستحلا 354
200 قضاء الصلاة 355
201 مسقطات القضاء 356
202 قضاء الحاضر والمسافر 358
203 لو نسي تعيين الفائتة 358
204 لو نسي الكمية 359
205 لو نسي ترتيبه 359
206 وجوب الفروع على الكافر 362
207 شروط الامام 363
208 الامام الأصل أولى من غيره 365
209 في تشاح الأئمة 366
210 استنابة المأموم الامام 367
211 في مكروهات الإمامة 368
212 لو علم المأموم عدم قابلية الامام 369
213 الائتمام مع وجود حائل 370
214 بعض مستحبات الجماعة 371
215 في متابعة المأموم الامام 373
216 لو نوى كل منهما الإمامة 375
217 بعض أحكام الجماعة 376
218 في انفراد المأموم عن الامام 378
219 المقصد الثالث في صلاة الخوف 379
220 المقصد الرابع في صلاة السفر 382
221 في شروط القصر 383
222 في المسافة 383
223 في الإقامة 386
224 سفر المعصية 387
225 دائم السفر 389
226 حد الترخيص 392
227 في نية الإقامة والرجوع عنها 394
228 في بعض أحكام المسافر 399