وإن كان ناصب محراب الثاني غيره ومسجد المدائن لصلاة الحسن عليه السلام فيه فلا يجوز الاجتهاد في التيامن والتياسر فيها والمضطر إلى صلاة الفريضة على الراحلة يستقبل القبلة في جميع الصلاة ولو بالركوب منحرفا أو مقلوبا إن تمكن وإلا فيما أمكن فإن تعذر فبالتكبير وإلا أي وإن لم يتمكن من الاستقبال في شئ منها سقط وكذا الماشي إذا اضطر إلى الصلاة كذلك وهل يجب تحرى الأقرب إلى (القبلة من خ ل) الجهات عند تعذرها نظر من صدق الخروج عن الجهة ومن تأثير القرب إليها على بعض الوجوه فيجب تحرى ما بين اليمين واليسار لعدم وجوب الإعادة مطلقا لو تبين الصلاة إليهما ثم اليمين واليسار وترجيحهما على الاستدبار إن قلنا بالقضاء فيه مع خروج الوقت وإلا تساوت الجهات الثلث مع احتمال تقديمهما عليه مطلقا ويجب على الراكب والماشي مراعاة باقي الشرائط والأركان بحسب الامكان فإن تعذر عليهما استيفاء الركوع والسجود انتقلا إلى الايماء بالرأس ثم بالعين ويجعلان للسجود وأخفض والانحراف بالدابة عن القبلة بمنزلة الانحراف عنها بغيرها فيبطل مع التعمد أو مطلقا الاستدبار ولو كان بفعلها أو جماحها لم تبطل لعدم الاستطاعة وإن طال الانحراف ولو تعارض الركوب والمشي قدم أكثرهما استيفاء للشرائط والأركان فإن تساويا ففي التخيير أو ترجيح الركوب لحصول الاستقرار الذاتي فلا تؤثر الحركة العرضية بسبب حركة الدابة أو ترجيح المشي لحصول أصل القيام أوجه أجودها الأخير لان فوات وصف القيام مع المشي أسهل من فوات أصله مع الركوب وقد جرت العادة بذكر شئ من علامات القبلة لبعض الجهات في هذا الباب وإن كان استيفاؤه وتفصيله موكولا إلى علم آخر فجرى المصنف على ذلك فقال وعلامة أهل العراق ومن والاهم من البلاد التي وراءهم بالنسبة إلى جهة القبلة وإنما بدأ بهم لان المنقول عن أهل البيت عليهم السلام من علامات القبلة علاماتهم فإن أكثر الرواة منهم جعل مطلع الفجر وهو المشرق على المنكب وهو مجمع العضد والكتف الأيسر والمغرب على المنكب الأيمن وكثير من الأصحاب عبروا عنهما بمشرق الاعتدال ومغربه وهو أضبط وجعل الجدي مكبرا وربما صغر ليتميز عن البرج وهو نجم مضئ في جملة النجم بصورة سمكة يقرب من قطب العالم الشمالي الجدي رأسها والفرقدان ذنبها وبينهما من كل جانب ثلاثة أنجم تدور حول القطب كل يوم وليلة دورة كاملة يجعله العراقي بحذاء ظهر المنكب الأيمن ولما كان الجدي ينتقل عن مكانه كما عرفته مغربا ومشرقا وارتفاعا وانخفاضا لم يكن علامة دائما بل إنما يكون علامة في حال غاية ارتفاعه بأن يكون إلى جهة السماء والفرقدان إلى الأرض أو غاية انخفاضه عكس الأول كما قيده بذلك المصنف وغيره أما إذا كان أحدهما إلى جهة المشرق والاخر إلى المغرب فالاعتبار بالقطب وهو نجم خفى في وسط الأنجم التي هي بصورة السمكة لا يكاد يدركه إلا حديد البصر وهو علامة دائما كالجدي حال استقامته إذ لا يتغير عن مكانه إلا يسيرا لا يكاد يبين للحس فلا يؤثر في الجهة وحركته اليسيرة دورة لطيفة حول قطب العالم الشمالي وهو نقطة مخصوصة من الفلك يقابلها مثلها من الجنوب منخفضة عن الأفق بقدر ارتفاع الشمالي عنه يدور عليهما الفلك والمراد بالقطبين النقطتان اللتان لا تتحركان إذا دارت الكرة على نفسها دورة كاملة وفرضنا عليها نقطا مرسومة فإن النقط ترسم على سطحها دوائر متوازية إلا نقطتين هما قطباها فإنهما لا تتحركان وسمى الكوكب المذكور قطبا لمجاورته للقطب الحقيقي فينتفع به فيما يحتاج فيه إليه لقلة التباعد بينهما ثم اشتهر إطلاقه على الكوكب حتى لا يكاد يعرف غيره وإنما اشترط في الجدي الاستقامة لكونه في تلك الحال على دائرة نصف النهار فإنها تمر بقطبي العالم وتقطع الأفق على نقطتين هما نقطتا الجنوب والشمال فإذا كان القطب مسامتا لعضو من المصلى كان الجدي على تلك الحال مسامتا له أيضا لكونهما على دائرة واحدة بخلاف
(١٩٦)