الإضافة ينبه على شرف الجوهر الإنساني وكونه عريا عن الملابس الحسية.
ومنها قوله تعالى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم أي من أمر نفسه لكونها نورا مجردا وبدنه لكونه ذا امتزاج معتدل وحداني يشبه بالجرم السماوي.
ومنها قوله تعالى: فأحسن صوركم وهو مجمل يفصل ويفسر بقوله: و لقد كرمنا بني آدم أي بما يختص به من النفس الناطقة الباقي جوهرها من الفناء والفساد المستعد للفضائل الحقيقية وحملناهم في البر أي إدراكاتهم الحسية والبحر أي بحر المعارف وإدراكات العقلية ورزقناهم من الطيبات أي من العلوم اليقينية والمقاصد الحقيقية وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا حيث زين ظاهرهم بتناسب الصور والهيئات وباطنهم باعتدال المزاج وباطن باطنهم بالقوى المحركة والمدركة التي زاد بها على الحيوانات الأرضية وباطن باطن باطنهم بالنور الإلهي والشعلة الملكوتية من عقلية النظري والعملي.
وإنما خصص بكثير ممن خلقنا لأنهم لم يفضلوا على المفارقات من كل الوجوه.
ومنها و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة فالنعم الظاهرة مدركات الحواس مطلقا لأن جميعها من عالم الشهادة والنعم الباطنة هي المدركات العقلي خاصة لأنها من عالم الغيب.
وأما الأخبار فقد روي عن النبي ص أنا النذير العريان وهذا إشارة إلى تجرد النفس عن علائق الأجرام.
وقال ص أيضا: من عرف نفسه فقد عرف ربه وقال ص:
أعرفكم لنفسه أعرفكم لربه وقال ص: من رآني فقد رأى الحق.
فلو لم يكن بينه تعالى وبين النفس من المناسبة ما لم يكن بينه وبين الأجسام لما شرط ص معرفة الرب بمعرفة النفس وتلك المناسبة هي كونها جوهرا عريا عن الأحياز والأمكنة.
وتمام هذه المناسبة