النفس مع قيد الإطلاق جزء نفسي لأن قيد الإطلاق مفهوم خارج عن حقيقة نفسي بل أعني به عدم التقييد بشيء وجوديا كان أو عدميا.
الإشكال الخامس القسم الذي قد خرج من الشقين أيضا باطل بيانه أن قولنا:
كذا موجود لذاته يفهم منه معنيان:
أحدهما أن ذاته لا يتعلق في وجوده بغيره أو لا يحل في غيره مثل الصورة للمادة أو العرض للموضوع وهذا باطل إذ المدركية أمر ثبوتي وهذا المفهوم سلبي فلا يكون أحدهما عين الآخر.
وثانيهما أن ذاته مضاف إلى ذاته وذلك محال لأن الإضافة يقتضي الاثنينية والوحدة ينافيها.
لا يقال: المضاف يستدعي المضاف إليه أعم من أن يكون نفسه أو غيره ولا يلزم نفي العام من نفي الخاص لأن هذه المغالطة جارية في كون الشيء مؤثرا في نفسه فيلزم صحته فكما أن ذلك باطل فكذا هذا.
والجواب:
الذات شيء ومفهوم تعينها شيء آخر سواء كان ما به التعين عين الماهية كما في الواجب تعالى أو من لوازم الماهية كما في العقول الفعالة أو لا يكون كذلك كما في النوع المنتشر الأفراد.
وهذا القدر من الغيرية يكفي في صحة الإضافة ولهذا صح قولك ذاتي وذاتك فنضيف ذاتك إلى ذاتك.
الإشكال السادس المعارضة بإدراك سائر الحيوانات أنفسها مع أنها غير مجردة ولا تصغ إلى قول من ينكر إدراكها لذواتها لأنها طالبة للملائم وهاربة عن المنافر وليس طلبها لمطلق الملائم وإلا لطلبت كل ما هو ملائم لغيرها ولكانت أيضا مدركة لأمر كلي والبهيمة غير مدركة للكليات فإذن هي طالبة لما يلائم نفسها المخصوصة وذلك يتضمن إدراكها لنفسها إذ العلم بإضافة شيء إلى شيء يتضمن إدراك المتضايفين.
والجواب:
أن نفس الإنسان تدرك بذاتها ذاتها والبهائم تدرك بأوهامها ذواتها