لا في آن التشكلات اللاحق ليلزم الخلاء. (في آنه... وفي آن الشكل اللاحق خ ل) ولقلة الزمان وسرعة الحركة يظن أن المجموع مشاهد دفعة. (يشاهد خ ل) والثاني منه الخيال ويقال له المصورة وهي قوة مرتبة في آخر التجويف الأول من الدماغ بحسب المشهور ويجتمع فيها مثل جميع المحسوسات ويبقى فيها بعد الغيبة عن الحواس وبنطاسيا وهي خزانتها وليست خزانة للحواس وإن كانت مدركاتها محفوظة فيها.
لأن الحواس الظاهرة لا يدرك شيئا بسبب الاختزان بالخيال بل بإحساس جديد من خارج فيفوت معنى الخزانة بالقياس إليها بخلاف الحس المشترك.
والدليل على وجودها أنا إذا شاهدنا صورة في اليقظة أو النوم ثم ذهلنا عنها ثم شاهدنا مرة أخرى نحكم عليها بأنها هي التي شاهدنا قبل ذلك فلو لم يكن الصورة محفوظة لم يكن هذا الحكم كما لو صارت منسية.
وإنما احتيج إلى وجودها لئلا يختل نظام العالم ولا يشتبه الضار بالنافع إذا لم يعلم أنه هو المبصر أولا ويفسد المعاملات وغيرها.
والدليل على مغايرتها للحس المشترك وجهان:
أحدهما أن قوة القبول غير قوة الحفظ فرب قابل للنقش كالماء لم يحفظ لوجود رطوبة هي سرعة القبول وعدم اليبس الذي هو شرط الحفظ.
وثانيهما أن استحضار الصور والذهول عنها من غير نسيان والنسيان يوجب تغاير القوتين ليكون الاستحضار حصول الصورة فيهما والذهول حصولها في أحدهما دون الأخرى والنسيان زوالها عنهما.
واعتراض الإمام في شرحه للإشارات على الوجه الأول بأنه مجرد مثال وبأن