الحفظ مسبوق بالقبول ومشروط به فقد اجتمع الحفظ والقبول في قوة واحدة سميتموها بالخيال.
وبأن الحس المشترك مبدأ لإدراكات مختلفة هي أنواع الإحساسات.
وبأن النفس يقبل الصور العقلية ويتصرف في البدن بوجوه التدابير.
فيبطل قولكم: الواحد لا يكون مبدأ للاثنين.
وأجاب المحقق الطوسي (قده) عما ذكره أولا بأنه ليس الأمر على ما ظنه. بل إنما هو قياس من الشكل الثالث ينتج حكما جزئيا مناقضا للحكم الكلي بأن كل ما يقبل شكلا فهو ما يحفظه فإن ذلك يدل على مغايرة القوتين.
وعن النقض بالخيال بأن اجتماع القبول والحفظ لا يدل على وحدة مصدرهما لجواز أن يكونا لقوتين كالأرض. وأما افتراقهما في صورة فهو يدل على مغايرة المصدرين.
وحاصل كلام هذا المحقق أن كون حفظ الخيال مشروطا بالقبول لا يوجب أن يكون الحافظ نفس القابل.
بل عسى أن تكون غيرها مقارنة إياها فلا يلزم اتحاد مبدئي القبول والحفظ.
وليس المراد ما فهمه بعضهم من أن الخيال لما كان قوة جسمانية فيجوز أن يكون قبوله لأجل المادة وحفظه لنفسه كالأرض تقبل الشكل بمادتها ويحفظ بصورتها ليرد عليه أن هذا الجواب يدفع أصل الاستدلال.
لجواز أن لا يكون هاهنا إلا قوة واحدة كالحس المشترك لها القبول بمادتها والحفظ بصورتها.
والمقصود من الاستدلال إثبات تعدد مبدأ القبول والحفظ من جهة افتراقها لإمكان تحقق القبول بدون الحفظ كما في الماء والهواء وبالعكس كما إذا عرض آفة لمقدم البطن المقدم لا يدرك الإنسان صورة فإذا زال المرض واستحضر الصورة التي كان قبل تحفظها علم جزما أن قوة الإدراك غير قوة الحفظ.
وعن النقض بالحس المشترك والنفس بأن الواحد قد يصدر عنه الكثير إذا كان