لجسدك ثم في أنهارها وبحارها وجبالها ومعادنها كيف أنزل الله تعالى عليها الماء وهي ميتة فاهتزت وربت واخضرت وأنبتت عجائب النباتات وخرج منها أصناف الحيوانات.
ثم انظر كيف أحكم جوانب الأرض بالجبال الراسيات والشوامخ الصم الصلاب وكيف أودع المياه تحتها وفجر العيون وأسال الأنهار وأخرج من الحجارة اليابسة ومن التراب الكدر ماء رقيقا عذبا صافيا زلالا وجعل به كل شيء حيا.
ثم انظر إلى الجواهر المعدنية المودعة تحت الجبال فانظر إلى الجبال وعجائب أمرها وتكونها من التراب أولا كالذهب والفضة والفيروزج واللعل وغيرها وأنها كيف هدى الله تعالى الناس إلى استخراجها وتنقيتها وتخليصها عن الغش واتخاذ الأواني والآلات والنقود والحلي عنها.
ثم انظر إلى أصناف الحيوانات كيف يتولد ويتوالد ويغتذي وينمو. ولكل منها تهيؤ من الأعضاء والآلات والأشياء الداخلية والخارجية ما يتم به خلقته ويعيش به بدنه فاختلفت بحسب الأعضاء وأوضاعها وأحوالها ومشاعرها ومداركها وبحسب الأمكنة فمنه ما يحتاج إلى تنفس الهواء كالإنسان ومنه ما يضطر إلى استنشاق الماء كالسمك ومنه ما لا حاجة إلى شيء منها. ثم منها ما يطير ومنها ما يمشي ومنها ما يزحف.
ثم انظر إلى عجائب البقة والنملة والنحل والعنكبوت التي هي من صغار الحيوانات في بناء بيتها وفي جمعها غذاءها وألفها لزوجها وفي ادخارها لنفسها وفي حذاقتها في هندسة بيتها وفي هدايتها إلى حاجتها فانظر إلى النحل ومسدساته وإلى العنكبوت ومثلثاته جميع ذلك روعيت فيها أغراض هندسية.
وما من حيوان صغير ولا كبير إلا وفيه من العجائب ما لا يحصى.
أ فترى أنه يعلم هذه الصنعة من نفسه أو