الموقف الخامس: في علاج المعارضة بين أخبار الكر مفهوما وروايات المسألة أما أصل التكاذب، فهو معلوم على ما بنى عليه الأصحاب، من أن ماء الحمام قليل لا ينفعل، وخارج عن أدلة انفعال الماء القليل بالنص الخاص (1).
ويورد عليهم: بأن النسبة بين الأدلة عموم من وجه، وذلك لأن من الممكن قويا، اتحاد سطوح المخازن والحياض الصغار، وكونها في سطح أعلى ليس من الأمر الواضح، حتى يقال: بأن أدلة ماء الحمام واردة على الماء القليل غير المتقوي بشئ، ففيما كان ما في الحياض والمخازن كرا يتفق الطائفتان، وفيما كان أقل تقع المعارضة بين الطائفتين.
وعلاجها بإنكار كون النسبة عموما من وجه، كما يظهر منهم، ظنا أن ماء الحياض والمخازن متعدد عرفا، فيكون خارجا عن أدلة الكر منطوقا ومفهوما، والوحدة في الحقيقة أو تسامحا غير كافية كما لا يخفى (2)، مدفوع بما مر.