التدبر في حمامات البلدان النائية عن العواصم في اليوم، ومن النظر إلى حمامات القرى، وكثير من القصبات، فلاحظ وتدبر.
فتحصل: أن تعيين بعض الخصوصيات - كما يتراءى من كلمات جمع من الأعلام (1) - غير قابل للتصديق جدا.
ثم إن المحكي من بعض المشايخ المعاصرين أنه يقول: " بناء الحمام في تلك الأعصار، كان ما يسمى ب " الدوش " في هذا العصر " (2) انتهى.
أقول: هذا في حد نفسه مما لا بأس به، إلا أنه دعوى بلا بينة وبرهان، ويشهد لذلك اختلاف الفقهاء من العصر القديم في الشرائط الآتية، وهو لا يمكن في هذه الصورة، فتدبر.
الموقف الثالث: في نقل الأقوال في المسألة ففي " المعتبر " عن أصحاب أبي حنيفة، عنه أنه قال: " هو بمنزلة الجاري، لأن النجاسة لا تستقر مع اتصال الأجزاء " (3).
وعن أحمد بن حنبل أنه قال: " قد قيل: إنه بمنزلة الجاري " (4).