فقالت: إنه قد أقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تتغدوا، فتغدينا وارتحلنا). انتهى.
(في الحاكم وأبي نعيم وأبي عمر: ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين. وفي البلاذري: يلي دفنه رهط صالحون، وقد دفنه مالك الأشتر وأصحابه الكوفيون (أنساب الأشراف: 5 / 55، وحلية الأولياء: 1 / 17، والحاكم: 3 / 337، والاستيعاب: 1 / 83. وقال في شرح النهج: 3 / 416: هذا الحديث يدل فضيلة عظيمة للأشتر رحمه الله وهي شهادة قاطعة من النبي بأنه مؤمن). (الغدير: 9 / 41، بتصرف).
أقول: بخل رواة الخلافة على مالك الأشتر وصحبه بهذا التوفيق في تجهيز أبي ذر، فزعموا أن الذي صلى عليه عبد الله بن مسعود! لأنهم لا يريدون الاعتراف بشهادة النبي صلى الله عليه وآله بأنه سيتولى دفن أبي ذر قوم صالحون، بل يريدون مدح عثمان بأنه تأثر لموت أبي ذر وضم ابنته إلى عياله كما في الطبري: 3 / 354.
أو يريدون الهرب من الموضوع كما في أسد الغابة: 5 / 188، قال: (وفي ذكر موته وصلاة عبد الله بن مسعود عليه، ومن كان معه في موته، ومقامه بالربذة، أحاديث لا نطول بذكرها). (راجع مستدرك الحاكم: 3 / 51).
خطبة الأشتر عند بيعة أمير المؤمنين عليه السلام في تاريخ اليعقوبي: 2 / 179: (وقام صعصعة بن صوحان فقال: والله يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها.
ثم قام مالك بن الحارث الأشتر فقال: أيها الناس: هذا وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء، العظيم البلاء الحسن الغناء، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان ورسوله بجنة الرضوان. من كملت فيه الفضائل ولم يشك في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ولا الأوائل). انتهى.
ثم كان مالك الأشتر رحمه الله عضد أمير المؤمنين عليه السلام في حربه وسلمه، وقد تقدم