أقول: وبعد وصول خالد إلى دمشق توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر، فبادر إلى عزل خالد وتأمير أبي عبيدة مكانه، وخاف عمر أن يؤثر عزل خالد على سير المعركة، ولكن الله لطف على المسلمين ببطولة مالك الأشتر رحمه الله.
وفي تاريخ اليعقوبي: 2 / 141: (وجمع أبو عبيدة إليه المسلمين وعسكر باليرموك... وجعل أبو عبيدة خالد بن الوليد على مقدمته فواقع المشركين، ولقي ماهان صاحب الروم... وكانت وقعة جليلة الخطب فقتل من الروم مقتلة عظيمة وفتح الله على المسلمين... وأوفد أبو عبيدة إلى عمر وفدا فيهم حذيفة بن اليمان وقد كان عمر أرق عدة ليال واشتد تطلعه إلى الخبر، فلما ورد عليه الخبر خر ساجدا وقال: الحمد لله الذي فتح على أبي عبيدة، فوالله لو لم يفتح لقال قائل: لو كان خالد بن الوليد).
خوف المسلمين وعمر من جيش الروم في اليرموك نورد خلاصة بعبارة الواقدي وابن الأعثم، قال الواقدي في: 1 / 163: (ثم إن الملك هرقل لما قلد أمر جيوشه ماهان ملك الأرمن، وأمره بالنهوض إلى قتال المسلمين وركب الملك هرقل وركب الروم وضربوا بوق الرحيل، وخرج الملك هرقل ليتبع عساكره... وسار ماهان في أثر القوم بجيوشه والرجال أمامه ينحتون له الأرض ويزيلون من طريقهم الحجارة، وكانوا لا يمرون على بلد ولا مدينة الا أضروا بأهلها، ويطالبونهم بالعلوفة والإقامات ولا قدرة لهم بذلك فيدعون عليهم ويقولون: لا ردكم الله سالمين. قال وجبلة بن الأيهم (رئيس غسان ومن معها) في مقدمة ماهان ومعه العرب المتنصرة من غسان ولخم وجذام.... وجعل الجواسيس يسيرون حتى وصلوا إلى الجابية وحضروا بين يدي الأمير أبي عبيدة وأخبروه بما رأوه من عظم الجيوش والعساكر، فلما سمع أبو عبيدة ذلك عظم عليه وكبر