أقول: يدل هذا النص على أن خوف بعض المسلمين من الروم قد بلغ مداه! وأن المعادلة الدنيوية كانت غالبة عليهم، لكن بعضهم غلبت عليه الطمأنينة والمعادلة الدينية، كما رأيت في اطمئنان علي عليه السلام بالوعد النبوي بهزيمة الروم.
وقال الواقدي عن نجدة مالك وخالد إلى اليرموك قال: 2 / 192: (فلما وصلوا إلى عين التمر استعجل للنصرة، فترك الجيش وسار في سبعين فارسا، وأتت بقية السبعمائة بعد ذلك، وكان معه قيس بن عبد يغوث وقيس بن أبي حازم وسعيد بن نزار ومالك الأشتر النخعي، فتقدم هاشم وقيس معه في السبعين).
* * وقال الواقدي: 1 / 224 يصف المعركة ونصيحة البطاركة لبطلهم ماهان: (أيها الملك لا تخرج إلى الحرب حتى نخرج نحن إلى القتال قبلك، فإذا قتلنا فافعل بعدنا ما شئت. قال: فحلف ماهان بالكنائس الأربع لا يبرز أحد قبله! قال فلما حلف أمسكوا عنه وعن مراجعته، ثم إنه دعا بابن له فدفع اليه الصليب وقال: قف مكاني! وقدم لماهان عدة فأفرغت عليه، قال الواقدي: وبلغنا أن عدته التي خرج بها إلى الحرب تقومت بستين ألف دينار، لأن جميعها كان مرصعا بالجوهر، فلما عزم على الخروج تقدم له راهب من الرهبان فقال: أيها الملك ما أرى لك إلى البراز سبيلا ولا أحبه لك. قال: ولم ذلك؟ قال: لأني رأيت لك رؤيا فارجع ودع غيرك يبرز. فقال ماهان: لست أفعل والقتل أحب إلي من العار! قال فبخروه وودعوه. وخرج ماهان إلى القتال وهو كأنه جبل ذهب يبرق، وأقبل حتى وقف بين الصفين ودعا إلى البراز وخوف باسمه فكان أول من عرفه خالد بن الوليد فقال: هذا ماهان، هذا صاحب القوم قد خرج! ووالله ما عندهم شئ من الخير! قال وماهان يرعب باسمه، فخرج اليه غلام من الأوس وقال: