الخراج رجلا جلدا حازما! فقدم عليه فولاه وتوجه سعيد إلى خراسان على ثغرها وبعث زياد أسلم بن زرعة الكلابي معه على الخراج!
ثم أورد ابن عساكر رواية جاء فيها: (فوالله ما يسرني أن الغوطة ملئت رجالا مثلك! فقال يزيد: يا أمير المؤمنين إنه ابن من تعرف وحقه الحق الواجب الذي لا يدفع، فانظر له وتعطف عليه ووله!). ونحوه تاريخ الطبري: 4 / 220، والتذكرة الحمدونية / 1497، والنهاية: 8 / 87).
أقول: يظهر أن سعيدا هذا كان قليل العقل، مع أنهم يسمونه: (شيطان قريش ولسانها)! (الإمامة والسياسة: 1 / 164) فقد جاء مطالبا بولاية العهد، فلعب عليه معاوية وأرضاه بمنصب شكلي وأرسله إلى منطقة عسكرية خطرة لم يستقر فتحها، وجعله تحت إمرة زياد، وجعل ميزانية منطقته بيد غيره: (وكتب إلى زياد أن وله ثغر خراسان، وابعث على الخراج رجلا جلدا حازما)! ولا بد أنه رتب أمره مع ابن زياد ليجعله في معرض القتل!
وفي الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 165: (فقال معاوية: لك خراسان. قال سعيد: وما خراسان؟ قال: إنها لك طعمة وصلة رحم، فخرج راضيا، وهو يقول:
ذكرت أمير المؤمنين وفضله * فقلت جزاه الله خيرا بما وصل)... الخ..
وفي تاريخ الطبري: 4 / 227: (وأما فضلك عليه، فوالله ما أحب أن الغوطة دحست بيزيد رجالا مثلك! فقال له يزيد: يا أمير المؤمنين ابن عمك وأنت أحق من نظر في أمره، وقد عتب عليك لي، فأعتبه! قال: فولاه حرب خراسان)!!
وفي تاريخ دمشق: 8 / 231: (فولاه حرب خراسان وولى إسحاق بن طلحة خراجها، وكان إسحاق ابن خالة معاوية، أمه أم أبان ابنة عتبة بن ربيعة، فلما صار بالري مات إسحاق بن طلحة فولي سعيد خراج خراسان وحربها، وكان