كما كان عتبة بن ربيعة الأموي والد هند آكلة الأكباد من شيوخ قريش، ورئيس حربها للنبي صلى الله عليه وآله وقد قتل هو وابنه الوليد وأخوه شيبة في بدر! لكن ابنه أبا حذيفة واسمه قيس، هداه الله تعالى فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وأسلم وتحمل من أبيه ما تحمل، حتى اضطر للهجرة إلى الحبشة، وولد له هناك ابنه محمد، وقد استشهد أبو حذيفة في اليمامة، وكان ابنه محمد كأبيه شيعيا.
وكان هو ومحمد بن أبي بكر من القادة في فتح مصر، وفي معركة ذات الصواري البحرية الشهيرة مع الروم. (أنساب الأشراف للبلاذري / 387).
وشارك محمد بن أبي حذيفة رحمه الله في فتح الشام، وصادف أن ركب سفينة مع كعب الأحبار الذي كان المستشار الثقافي والمفتي لعمر وعثمان، وكان كعب يرافق جيش الفتح أحيانا إلى المناطق الآمنة ويزعم أنه يعرف المغيبات ويحدثهم بها! فأخذ محمد بن أبي حذيفة رحمه الله يسخر منه ومن توراته المحرفة!
قال عمر ابن شبة في تاريخ المدينة: 3 / 1117: (عن محمد بن سيرين قال: ركب كعب الأحبار ومحمد بن أبي حذيفة في سفينة قبل الشام، زمن عثمان في غزوة غزاها المسلمون، فقال محمد لكعب: كيف تجد نعت سفينتنا هذه في التوراة تجري غدا في البحر؟! فقال كعب: يا محمد لا تسخر بالتوراة، فإن التوراة كتاب الله. قال: ثم قال له (محمد) ذاك ثلاث مرات)!!
وقد وصفه الذهبي في سيره: 3 / 479 بأنه متعلم من أهل القرآن: (فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب وقرأ سورة، وكان من أقرأ الناس). انتهى.
لكنك أكثر ما تجد في مصادرهم ذم محمد بن أبي حذيفة رحمه الله وتحليل دمه لمعاوية، مع أنه صحابي، أموي، وذلك لأنه حرض أهل مصر على الذهاب إلى عثمان، لمعالجة واليهم الأموي الفاسد! وجاء مع وفدهم وكانوا خمس مائة