الصلح، فحلف ألا يبرح حتى يدخل المدينة، ففتح له باب المدينة فدخلها، ورمى القهندز بحجر! وكان معه قثم بن العباس بن عبد المطلب، فتوفي بسمرقند). وفي فتوح ابن الأعثم: 4 / 312: (فأنشأ مالك (بن الريب المازني) وجعل يقول:
سعيد بن عثمان أمير مروع * تراه إذا ما عاين الحرب أخزرا وما زال يوم السغد يرعد خائفا * من الروع حتى خفت أن يتنصرا فلولا بنو حرب لهدت عروشكم * بطون العظايا من كسير وأعورا وما كان من عثمان شئ علمته * سوى نسله في عقبه حين أدبرا قال: فبلغ ذلك سعيد بن عثمان فهم بقتله، ثم إنه راقب فيه عشيرته، فأكرمه ووصله بصلة سنية واعتذر إليه، فقبل مالك ذلك. أقام سعيد على سمرقند لا يفتر من حرب القوم، وعلم أنه لا يقدر على فتحها بالسيف فعزم على صلحهم، قال: وطلب أهل سمرقند أيضا الصلح فصالحهم على خمسمائة ألف درهم وعلى أنهم يفتحون له باب المدينة، فيدخل من باب ويخرج من باب، ثم ينصرف عنهم فرضي القوم بذلك! وأعطاه أخشيد ملك سمرقند ما صالحه عليه، ثم فتح له باب المدينة فدخلها سعيد في ألف فارس، وسار في شارع واحد حتى خرج من الباب الآخر ثم صار إلى عسكره! ووافته هدايا أهل سمرقند فقبلها، ثم وضع العطاء لأصحابه فأعطاهم، وتزود القوم ورحل سعيد بن عثمان عن باب سمرقند إلى بخارا فأقام على بابها أياما، ثم بعثت إليه ملكة بخارا أنك قد صرت إلى حاجتك وقد وفيت لك بمال الصلح، فرد علي رهائني فإنهم غلمان من أبناء ملوك بخارا، فأبى سعيد أن يردهم عليها! ثم رحل حتى صار إلى نهر بلخ فنزل عليه، وعقدت له الأطواف فعبر وعبر أصحابه وسار حتى صار إلى مرو فنزلها.... ونفل (رجع) سعيد بن عثمان من بلاد خراسان وقد ملأ يديه من الأموال، حتى إذا