صار إلى المدينة مدينة رسول الله (ص) كتب إلى معاوية يستعفيه من ولاية خراسان فعلم معاوية أنه استظهر بالأموال فأعفاه!
قال: وعمد سعيد إلى الرهائن الذين حملهم من بخارا فجعلهم فلاحين في نخل له وحرث بالمدينة، فغضبوا لذلك واتفقوا وأجمعوا على قتل سعيد، قال: وجاءهم سعيد يوما لينظر إلى نخلة، فوثبوا عليه فقتلوه بخناجر كانت معهم، ثم هربوا فصاروا إلى جبل هناك فتحصنوا فيه، وبلغ ذلك أهل المدينة وساروا إليهم وحاصروهم في ذلك الجبل حتى ماتوا فيه جوعا وعطشا). انتهى.
أقول: معنى قوله: وما كان من عثمان شئ علمته.... سوى نسله في عقبه حين أدبرا أن عثمان لم يورث أبناءه إلا فراره يوم أحد! قال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب / 772: (وكان ممن ولى دبره يومئذ عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان، أخوان من الأنصار من بني زريق، حتى بلغوا الجلعب فرجعوا بعد ثلاثة أيام، فقال لهم رسول الله: لقد ذهبتم بها عريضة! قال الله تعالى: إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم). انتهى. (ورواه الإستيعاب: 3 / 1074، وغيره والجلعب مكان قرب الأعوص قيل يبعد عن المدينة بريدان - معجم ما استعجم: 2 / 389).
واستعفاء سعيد غير صحيح، فقد صرح المؤرخون بأن معاوية عزله بعد فراره من خراسان! ففي تاريخ دمشق: 37 / 443 و: 21 / 223: (وفيها يعني سنة سبع وخمسين عزل معاوية سعيد بن عثمان عن خراسان). (وتاريخ ابن خياط / 170، وغيرهما).
وهذه ملاحظات على روايات سعيد بن عثمان:
الأولى: لا تصدق عندما تقرأ بطولات شخصيات السلطة مثل سعيد وأنه حارب وفتح الفتوحات! فرواة الخلافة يستحلون الكذب لمصلحة من يتولونهم