وجه فأقنع يزيدا ومعاوية بتأخير الموضوع فعلا، وتحسين سلوك يزيد!
قال في تاريخ دمشق: 38 / 213: (وكف يزيد عن كثير مما كان يصنع، ثم قدم عبيد على زياد فأقطعه قطيعة). انتهى.
وفي الطبري: 4 / 225 أن زيادا قال لمبعوثه النميري: (ويزيد صاحب رسلة وتهاون مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أمير المؤمنين مؤديا عني فأخبره عن فعلات يزيد! فقل له: رويدك بالأمر فأقمن أن يتم لك ما تريد، ولا تعجل فإن دركا في تأخير، خير من تعجيل عاقبته الفوت... وكتب زياد إلى معاوية يأمره بالتؤدة وألا يعجل فقبل ذلك معاوية وكف يزيد عن كثير مما كان يصنع، ثم قدم عبيد على زياد فأقطعه قطيعة)! انتهى.
أقول: هذه سذاجة من عبيد وزياد ومن الرواة، لأن معاوية نمرود لا يتحمل مخالفة زياد له واتصاله من ورائه بيزيد لثنيه عن الموضوع بحجة سوء سيرته! فهو يعتبر ذلك تدخلا في أخص أموره وأهمها عنده! لذلك نقول إن معاوية أسرها في نفسه، وقرر أن يحبط خطة زياد ولا يدعه يستغل شهادته فيه بأنه أكفأ أولاد أبي سفيان بعده! فأهانه عندما وفد عليه وأصدر أمره إلى مجموعة الإغتيال بالتخلص منه! ففي تاريخ دمشق: 19 / 197: (وفد زياد إلى معاوية ومعه أشراف أهل العراق فزجر به ابن حنيق العبادي (أي تفاءل بهذه السفرة) فقال:
قد علمت ضامرة الجياد * أن الأمير بعده زياد فلم يصل زياد إلى معاوية حتى أتاه الخبر وما قال ابن حنيق وإقرار زياد بذلك ومعاوية يربص لابنه ما يربص من الخلافة، ثم أذن للناس فأخذوا مجالسهم، ثم دخل زياد فلم يدعه إلى مجلس حتى قام له رجل من أهل العراق فجلس في مجلس، فحمد الله معاوية وأثنى عليه ثم قال: هذه الخلافة أمر من أمور الله،