ويلي على ابن عبيد! لقد بلغني أن الحادي حدا له أن الأمير بعدي زياد، والله لأردنه إلى أمه سمية، وإلى أبيه عبيد). انتهى.
قال الطبري في تاريخه: 4 / 225: (لما مات زياد دعا معاوية بكتاب فقرأه على الناس باستخلاف يزيد، إن حدث به حدث الموت فيزيد ولي عهد، فاستوثق له الناس على البيعة). (ومثله سمط النجوم: 3 / 148، والطبري: 3 / 247، ومنتظم ابن الجوزي: 5 / 285، وتاريخ خليفة / 165، وفي الكامل نحو رواية ابن كثير: 3 / 350).
وقد اتفقت رواياتهم على أن زيادا أصيب بطاعون بدأ بإبهامه اليمنى فورمت وتآكل لحمها، ثم انتشر بسرعة في كل يده! قال الطبري في تاريخه: 4 / 215: (فخرجت طاعونة على إصبعه، فأرسل إلى شريح وكان قاضيه.... يستشيره في قطع يده فقال: لا تفعل، إنك إن عشت صرت أجذم، وإن هلكت إياك جانيا على نفسك! قال: أنام والطاعون في لحاف؟! فعزم أن يفعل فلما نظر إلى النار والمكاوي جزع وترك ذلك). انتهى.
ولم يطل أمره حتى هلك، وروي أن المرض انتشر في بدنه في أسبوع.
وفي تاريخ اليعقوبي: 2 / 235: (وروي أنه كان أحضر قوما بلغه أنهم شيعة لعلي ليدعوهم إلى لعن علي والبراءة منه أو يضرب أعناقهم، وكانوا سبعين رجلا، فصعد المنبر وجعل يتكلم بالوعيد والتهديد.... فبينا زياد يتكلم على المنبر إذ قبض على إصبعه، ثم صاح: يدي! وسقط عن المنبر مغشيا عليه فأدخل القصر وقد طعن في خنصره اليمنى، فجعل لا يتغاذ، فأحضر الطبيب فقال له: اقطع يدي! قال: أيها الأمير! أخبرني عن الوجع تجده في يدك، أو في قلبك؟ قال: والله إلا في قلبي. قال: فعش سويا). انتهى. أي لا تقطع يدك فقد قرب أجلك!
أما دعوة الإمام الحسين عليه السلام على زياد، فنقلتها مصادرنا ونسبتها إلى الإمام الحسن عليه السلام، ويظهر أن ذلك تصحيف في الاسم أو اشتباه، لأن الإمام الحسن