وقضاء من قضاء الله، وإنها لا تكون لمنافق ولا لمن صلى خلف إمام منافق! يعرض بزياد حتى عرف زياد). انتهى. يقصد معاوية: أن زيادا لا يصلح للخلافة لأنه صلى خلف علي عليه السلام! وقوله: (هذه الخلافة أمر من أمور الله وقضاء من قضاء الله) محاولة لتركيز مذهبه الجبري الذي يجعل الخليفة الأموي خليفة الله تعالى في أرضه، ويجعل فعله فعل الله تعالى ويرفع عنه الحساب والعقاب!
وتدل الرواية على أن زيادا جاء إلى الشام بوفد (عراقي) ليطرح موضوع ولايته للعهد بدل يزيد! وأن جواسيس معاوية عليه أوصلوا أخباره قبل وصوله فعامله معاوية باستهانة، وأجاب على أمنيته بالرد والتوبيخ!
ولا يبعد أن يكون مجئ زياد بعد رسالة معاوية اليه يستشيره في إعلان يزيد وليا لعهده، وهذا يجعل قتله واجبا حسب قوانين معاوية!
وقد روى اليعقوبي اندفاع زياد الذي كان فيه حتفه فقال في: 2 / 220: (وكتب معاوية إلى زياد وهو بالبصرة، أن المغيرة قد دعا أهل الكوفة إلى البيعة ليزيد بولاية العهد بعدي، وليس المغيرة بأحق بابن أخيك منك، فإذا وصل إليك كتابي فادع الناس قبلك إلى مثل ما دعاهم إليه المغيرة وخذ عليهم البيعة ليزيد. فلما بلغ زيادا وقرأ الكتاب دعا برجل من أصحابه يثق بفضله وفهمه، فقال: إني أريد أن أئتمنك على ما لم أئتمن عليه بطون الصحائف، إيت معاوية فقل له: يا أمير المؤمنين إن كتابك ورد علي بكذا، فما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبغ، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف، وبحضرتهم الحسين بن علي، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر! ولكن تأمره أن يتخلق بأخلاق هؤلاء حولا وحولين، فعسانا أن نموه على الناس. فلما صار الرسول إلى معاوية وأدى إليه الرسالة قال: