أرادت تجميع الفارين والجرحى من أصحابها!
ثم أمره أن يرافقها ويوصلها المدينة، وكانت لها قصص طريفة مع محمد رحمه الله وقد استطاع أن يستوعب توترها، ويهدئ من غلوائها! فوجدت عائشة فيه أخا وفيا خدوما يتحمل منها، رغم أنه يوالي عدوها ويتبرأ منها ومن خطها العقائدي والسياسي! ولذلك جزعت عليه عندما جاءها خبر قتله وأخذت تدعو على معاوية وابن العاص! قال الثقفي في الغارات: 1 / 285: (فلما بلغ ذلك عائشة أم المؤمنين جزعت عليه جزعا شديدا وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج! وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها).
ثم وروى الثقفي عن أسماء بنت عميس أم محمد بن أبي بكر أن عائشة: (لما أتاها نعي محمد بن أبي بكر وما صنع به، كظمت حزنها، وقامت إلى مسجدها، حتى تشخبت دما). انتهى. وفي رواية تشخب ثدياها دما، وقد يفسر ذلك إن صحت روايته بارتفاع ضغط الجسم من الحزن!
وقد زاد في ارتفاع ضغط عائشة أن ضرتها رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة أم المؤمنين) اخترعت للتعبير عن فرحتها بقتل معاوية معاوية لأخ ضرتها محمد بن أبي بكر بأسلوب عامي أموي خشن! (لما قتل ووصل خبره إلى المدينة مع مولاه سالم ومعه قميصه، ودخل به داره اجتمع رجال ونساء! فأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وآله بكبش فشوي وبعثت به إلى عائشة وقالت: هكذا قد شوي أخوك! فلم تأكل عائشة بعد ذلك شواء حتى ماتت)! (الغارات: 2 / 757، وحياة الحيوان للدميري: 1 / 404). (حلفت عائشة لا تأكل شواء أبدا فما أكلت شواءا بعد مقتل محمد (سنة 38) حتى لحقت بالله (سنة 57) وما عثرت قط إلا قالت:
تعس معاوية بن