مقالته فقامت من وراء الحجاب وقالت: يا مروان يا مروان! فأنصت الناس وأقبل مروان بوجهه فقالت: أنت القائل لعبد الرحمن إنه نزل فيه القرآن! كذبت والله ما هو ولكنه فلان بن فلان، ولكنك أنت فضض من لعنة نبي الله)! انتهى.
وبهذا فتحت عائشة الحرب على مصراعيها مع معاوية، بعد سنوات المداراة! وصدرت عنها فيه أقوال شديدة، لم ينقل التاريخ إلا يسيرا منها!
قال البلاذري في أنساب الأشراف / 1159: (عن الهيثم بن عدي قال: دخل الحسن بن علي عليه السلام على معاوية، فلما أخذ مجلسه قال معاوية: عجبا لعائشة تزعم أني في غير ما أنا أهله، وأن الذي أصبحت فيه ليس لي بحق، ما لها ولهذا يغفر الله لها، إنما كان ينازعني في هذا الأمر أبوك، وقد استأثر الله به).
وفي مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 250: (عن الأسود قال قلت لعائشة: إن رجلا من الطلقاء يبايع له يعني معاوية! قالت: يا بني لا تعجب هو ملك الله يؤتيه من يشاء)! انتهى. ولم تقل خلافة، بل روي أنها شبهته بفرعون فقالت: (لا تعجب فإن فرعون قد ملك بني إسرائيل أربعمائة سنة والملك لله يعطيه البر والفاجر). (شرح الأخبار: 2 / 159).
* * ولم تفصح مصادر الخلافة كيف توفيت عائشة، لكن المؤشرات ورواية الأعمش وغيرها، تذكر أن معاوية قتلها بعد قتل أخيها عبد الرحمن!
فقد نقل في الصراط المستقيم: 3 / 47، تعليق الأعمش على قول معاوية: (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون! ألا وإني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها له!
قال الأعمش رحمه الله: (هل رأيتم رجلا أقل حياء منه؟ قتل سبعين ألفا فيهم عمار، وخزيمة، وحجر، وعمرو بن الحمق، ومحمد بن أبي بكر، والأشتر، وأويس،