أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج). (الغارات: 1 / 287، وأنساب الأشراف / 403).
وفي سير الذهبي: 2 / 186: (إن معاوية لما حج قدم فدخل على عائشة، فلم يشهد كلامها إلا ذكوان مولى عائشة فقالت لمعاوية: أأمنت أن أخبئ لك رجلا يقتلك بأخي محمد؟! قال: صدقت! وفي رواية أخرى قال لها: ما كنت لتفعلي). (ونحوه في الطبري: 4 / 205، والاستيعاب: 1 / 238، وشرح الأخبار: 2 / 171). والصحيح أن معاوية لا يخاف منها لأن معه جيشه من الشام، ولأنه يرضيها والمال! بل عليها هي أن تحذر منه!
قال أحمد في مسنده: 4 / 92: (فقالت له: أما خفت أن أقعد لك رجلا فيقتلك؟ فقال: ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان، وقد سمعت النبي (ص) يقول: الإيمان قيد الفتك. كيف أنا في الذي بيني وبينك، حوائجك؟ قالت: صالح. قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا). (والطبراني في المعجم الكبير: 19 / 319). وقد روت المصادر عطاءات معاوية المليونية لعائشة! لكنها كانت تعيش في جو المدينة وكله ضد معاوية وبني أمية، وحولها أصحاب مشاريع للخلافة، وهي نفسها صاحبة ثلاثة مشاريع: لأخيها عبد الرحمن، ولابن أختها ابن الزبير، ولابن عمها موسى بن طلحة الذي ادعى له آل تيم أنه المهدي الموعود! (تاريخ دمشق: 60 / 431).
لذلك روت المصادر استنكارها لتسمية معاوية نفسه أمير المؤمنين وخليفة، ثم معارضتها لأخذه البيعة لابنه يزيد، ووقفت بقوة إلى جانب أخيها عبد الرحمن!
ففي كامل ابن الأثير: 3 / 351: (فقام مروان فيهم (في المسجد النبوي) وقال: إن أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يأل، وقد استخلف ابنه يزيد بعده. فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: كذبت والله يا مروان وكذب معاوية! ما الخير أردتما لأمة محمد ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل! فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: والذي قال لوالديه أف لكما.. الآية، فسمعت عائشة