معاوية ضربه مئتين سوطا وحبسه وأغرمه ديتين ألفي دينار، فألقى ألفا في بيت المال وأعطى ورثة ابن أثال ألفا، ولم يخرج خالد بن المهاجر من الحبس حتى مات معاوية). ويفهم من الأخبار الطوال / 172، أن المهاجر قتل ابن أثال في حمص كما أن عفو معاوية عنه وإطلاقه من السجن لابد أن يكون بضغط بني مخزوم!
وهكذا أقعص معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، ولم يشفع له أنه كان القائد العام لقواته في صفين، وأنه عرض نفسه لسيف علي عليه السلام! (ودفع اللواء الأعظم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد). (الأخبار الطوال / 172)!
ولا شفع له أنه كان أول الداعين إلى بيعته بالخلافة: (فلما قتل علي تداعى أهل الشام إلى بيعة معاوية فقال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: نحن المؤمنون ومعاوية أميرنا وهو أمير المؤمنين فبايع له أهل الشام). (أنساب الأشراف / 489).
ولا شفعت لعبد الرحمن شيطنته يوم التحكيم في دومة الجندل لمساعدة ابن العاص! (قال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: حضرت الحكومة، فلما كان يوم الفصل جاء عبد الله بن عباس فقعد إلى جانب ابن أبي موسى وقد نشر أذنيه، حتى كاد أن ينطق بهما، فعلمت أن الأمر لا يتم لنا ما دام هناك، وأنه سيفسد على عمرو حيلته، فأعملت المكيدة في أمره، فجئت حتى قعدت عنده، وقد شرع عمرو وأبو موسى في الكلام، فكلمت ابن عباس كلمة استطعمته جوابها فلم يجب، فكلمته أخرى فلم يجب، فكلمته ثالثه، فقال: إني لفي شغل عن حوارك الآن، فجبهته وقلت: يا بني هاشم، لا تتركون بأوكم وكبركم أبدا! أما والله لولا مكان النبوة لكان لي ولك شأن قال: فحمى وغضب واضطرب فكره ورأيه وأسمعني كلاما يسوء سماعه فأعرضت عنه، وقمت فقعدت إلى جانب عمرو بن العاص، فقلت: قد كفيتك التقوالة، إني قد شغلت باله بما دار بيني