عنك من تكره، فبلغ ابن أخيه خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد الخبر، فقال لمولى له يقال له نافع وكان روميا، وكان من أشد الناس قلبا، وخالد بن المهاجر يومئذ بمكة، وكان سئ الرأي في عمه عبد الرحمن، وذلك أن المهاجر كان مع علي كرم الله وجهه فقتل يوم صفين، وكان خالد بن المهاجر مع بني هاشم في الشعب زمن ابن الزبير، فقال لمولاه نافع: انطلق معي، فخرجا حتى أتيا دمشق ليلا وسألا عن أبن أثال، فقيل هو عند معاوية، وإنما يخرج في جوف الليل، فجلسا له حتى خرج في جماعة، فشد خالد فانفرجوا عنه فضربه بالسيف فقتله، وانصرفا فاستخفيا، فلما أصبح معاوية قصوا عليه القصة فقال: هذا والله خالد بن المهاجر! وأمر بطلبه فطلبوه حتى وجدوه هو ونافع، فلما أدخل على معاوية قال: أقتلته لا جزاك الله من زائر خيرا! فقال خالد: قتل المأمور وبقي الآمر! فقال معاوية: والله لو كان تشهد مرة واحدة لقتلتك (أي لو كان مسلما لقتلتك به)! فقال خالد: أما والله لو كنا على السواء! فقال معاوية: أما والله! لو كنا على السواء كنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، وكنت خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة، وكانت داري بين المأزمين ينشق عنها الوادي، وكانت دارك بأجياد أسفلها حجر وأعلاها مدر! وأمر بنافع فضرب مائة سوط ولم يضرب خالدا، ثم أمر بهما فأخرجا من دمشق وقضى في ابن أثال باثني عشر ألفا فودتها بنو مخزوم، فأخذ معاوية منها ستة آلاف فأدخلها بيت المال).
(ونحوه في الإستيعاب: 2 / 396، وأسد الغابة: 3 / 289، والأوائل للعسكري / 132، والأغاني / 3634، وخزانة الأدب / 457، والفرج بعد الشدة / 461, ونهاية الإرب / 4465، والغدير: 10 / 233. وابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء / 152، وأورد له ست أبيات قالها في السجن مخطوءة، وكذلك أوردها في الأغاني / 3636، وفي خزانة الأدب 457، وصحيحها في أعيان الشيعة للسيد الأمين: 6 / 299).
وفي تاريخ دمشق: 16 / 215: (وذكر الواقدي أن خالدا قتل ابن أثال بدمشق وأن