فلا تكذب بوعد الله واتقه * ولا تكونن من شئ بإشفاق ولا تقولن لشئ سوف أفعله * قد قدر الله ما كل امرئ لاق) انتهى.
بل زاد الوزراء الأمويون المقربون من معاوية، ففضلوا معاوية ومن بعده (خلفاء الله) على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله! لأن خليفة الرجل في أهله أفضل من رسوله في حاجته! فالخليفة الأموي أفضل من الرسول الهاشمي صلى الله عليه وآله! ولم يردهم معاوية ولا المروانيون بحرف، وقد شكروهم عمليا! ففي سنن أبي داود: 2 / 400: (عن الربيع بن خالد الضبي قال: سمعت الحجاج يخطب فقال في خطبته: رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله؟ فقلت في نفسي: لله علي ألا أصلي خلفك صلاة أبدا، وإن وجدت قوما يجاهدونك لأجاهدنك معهم)! (والنهاية: 9 / 151، وتاريخ دمشق: 12 / 158، والبلاذري...).
وقال في عون المعبود: 12 / 256: (والظاهر أن مقصود الحجاج الظالم عن هذا الكلام الإستدلال على تفضيل عبد الملك بن مروان وغيره من أمراء بني أمية على الأنبياء عليهم السلام بأن الأنبياء إنما كانوا رسلا من الله تعالى ومبلغين أحكامه فحسب، وأما عبد الملك وغيره من أمراء بني أمية فهم خلفاء الله تعالى، ورتبة الخلفاء تكون أعلى من الرسل، فإن كان مراد الحجاج هذا كما هو الظاهر وليس إرادته هذا ببعيد منه كما لا يخفى على من اطلع على تفاصيل حالاته، فهذه مغالطة منه شنيعة تكفره بلا مرية! ألم يعلم الحجاج أن جميع الرسل خلفاء الله تعالى في الأرض، ألم يعلم أن جميع الأنبياء أكرم عند الله من سائر الناس، وأن سيد الأنبياء محمد (ص) سيد ولد آدم عليه السلام. ويلزم على كلامه هذا ما يلزم فنعوذ بالله من أمثال هذا الكلام). انتهى. وقد بحثنا تكبيرهم لملوكهم وتنقيصهم لشخصية النبي صلى الله عليه وآله في كتاب: (ألف سؤال وإشكال على المخالفين: 2 / مسألة 162).