رئيس دولة دون تأهيل وإعداد. وقبل أن يعلن النبي ولاية علي أهله وأعده للولاية من بعده وصنعه على عينه، فالأهلية الشرعية والإعداد للقيام بهذا العمل أو ذلك، ضرورة من ضرورات النجاح، فالهندسة والطب والفلاحة والنجارة وأي مهنة لابد لها من أهلية وإعداد....
5 - من كانت هذه مؤهلاته كيف يدير شؤون الدولة؟! الغالب يسخر موارد الدولة وإمكانياتها لتثبيت غلبته، فيعطي من أطاعه ويرفعه، ويحرم من عصاه ويضعه، ثم يسلط الذين أطاعوه على الذين عصوه ويذيق بعض الأمة بأس بعض حتى تلقي تماما عصا المقاومة والمعارضة، وينصرف كل إنسان إلى معاشه اليومي فلا يسأل الغالب عما يفعل!...
6 - نماذج من اجتهادات الخلفاء: الفجاءة السلمي عينه أبو بكر أميرا وأمره، فبلغت عنه لأبي بكر أنباء... فلما جاء الفجاءة كما في رواية الطبري (فأوقد له أبو بكر نارا في مصلى المدينة على حطب كثير ثم رمي فيها مقموطا! وفي لفظ ابن كثير: فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط)! راجع تاريخ الطبري: 3 / 234 و: 4 / 52، وابن الأثير: 2 / 146).
7 - ندم المجتهد: وندم أبو بكر على فعله في مرض موته وقال: ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن! وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ، وإن كانوا قد غلقوه على الحرب! وودت أني لم أحرق الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته تسريحا أو خليته نجيحا! وودت أني يوم السقيفة كنت قد قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين عمر وأبي عبيدة. راجع تاريخ الطبري: 2 / 52، حوادث سنة 13.
8 - اجتهاد بمالك بن نويرة: مالك بن نويرة كان شاعرا وفارسا من فرسان بني يربوع في الجاهلية، ومن أشرافهم، فلما أسلم مالك عينه رسول الله أميرا على