أتخوف على أمتي من بعدي، رجل يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه، ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره). (الطبراني في الأوسط: 2 / 242) وفسره المناوي بقوله: 2 / 102: (فإن فتنته شديدة، لما يسفك بسببه من الدماء، وينهب من الأموال، ويستباح من الفروج والمحارم). وقال في النصائح الكافية / 141: (أول من ينطبق عليه هذا الوصف معاوية!).
وقال أحمد حسين يعقوب في: الإعتقاد بالإمام المهدي / 18: (لأن الله تعالى قد خصص فئة معينة لفهم القرآن فهما يقينيا وهم أهل البيت عليهم السلام. والمتأول يقفو بما ليس له به علم، ويتولى مهمة مخصصة لغيره، ولأن هذا المتأول محكوم بهواه فسيضطر لترك النصوص الشرعية التي لا تتفق حتما مع هواه، واتباع آرائه الشخصية... أما الشق الآخر من الخطر المحدق الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وآله، فهو رجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره! لقد أعلن رسول الله بأمر من ربه حديث الثقلين، وبين بأمر من ربه بأنه قد ترك هذين الثقلين خليفتين من بعده، وبين أيضا بأن القرآن لا يمسه إلا المطهرون، والمطهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس هم أهل البيت، وهم أحد الثقلين. بمعنى أن النقاط موضوعة على الحروف، وأن كل شئ مرتب ترتيبا إلهيا محكما.
وأخطر ما حذر الرسول من الوقوع فيه بعد موته هو ادعاء عمرو أو زيد من الناس أنه أحق بالأمر أي بقيادة الأمة ومس القرآن من أهل بيت النبوة، وأن مصلحة المسلمين تقتضي تقديم المفضول على الأفضل!
وهكذا وبجرة قلم ينقضون أعظم عروة من عرى الإسلام، وهي نظام الحكم ويلغون كافة الترتيبات الإلهية المتعلقة بها، وكافة النصوص الشرعية التي تعالجها! مستندين إلى الرأي الشخصي والتأويلات الخاطئة، وهكذا يضلون ويضلون الأمة، ويدخلونها والعالم معهم في ليل طويل لا آخر له).