قيمة لها، والاصطفاء الإلهي المعنوي بدون المادي لا معنى له في فهمهم ولا قيمة! وما دام معاوية غلب عسكريا، فهو خليفة الله والبلاد والعباد ملكه! يتصرف فيهم كما شاء ويؤسس إمبراطورية أموية يتوارثها أولاده جيلا فجيلا، ويقتل كل من وقف في وجهه!
قال في فتح الباري: 13 / 60: (وأخرج الطبراني من طريق محمد بن سعيد بن رمانة، أن معاوية لما حضره الموت قال ليزيد: قد وطأت لك البلاد، ومهدت لك الناس، ولست أخاف عليك إلا أهل الحجاز، فإن رابك منهم ريب فوجه إليهم مسلم بن عقبة، فإني قد جربته وعرفت نصيحته! قال: فلما كان من خلافهم عليه ما كان، دعاه فوجهه فأباحها ثلاثا، ثم دعاهم إلى بيعة يزيد وأنهم أعبد له قن في طاعة الله ومعصيته)!
وفي شرح النهج: 15 / 242: (وكانت بنو أمية تختم في أعناق المسلمين كما توسم الخيل علامة لاستعبادهم! وبايع مسلم بن عقبة أهل المدينة كافة، وفيها بقايا الصحابة وأولادها وصلحاء التابعين على أن كلا منهم عبد قن لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية إلا علي بن الحسين). انتهى.
أقول: وهذا منسجم مع عقيدة الجبرية وأن خلافة الله لبني أمية! أما استثناؤه الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام من الختم على رقبته، فلأنه كانت له يد على بني أمية، حيث حمى نساء مروان بن الحكم وأطفاله، عندما ثار أهل المدينة على بني أمية، وهرب منها رجالهم، وقبل الإمام عليه السلام حماية عيالهم!
سابعا، قال ابن حجر في الفتح: 7 / 311: (وكان رأي معاوية في الخلافة تقديم الفاضل في القوة والرأي والمعرفة، على الفاضل في السبق إلى الإسلام والدين والعبادة، فلهذا أطلق أنه أحق). انتهى. وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال: (أكثر ما