أساس هذا الأمل أصرت حفصة على أخيها عبد الله أن يحضر جلسة التحكيم! لكن ابن العاص صعد المنبر بعد أبي موسى وخلع عليا عليه السلام وثبت معاوية!
وتكفي كلمة معاوية هذه لكشف غروره القديم وأن قتاله لعلي عليه السلام إنما كان لإعادة (الحق إلى معدنه الأموي) كما يزعم! لا طلبا بدم عثمان، ولا علان!
أما بعد شهادة علي عليه السلام، وبعد صلحه مع الإمام الحسن عليه السلام، فصار أكثر جرأة وتصريحا بدخيلة نفسه ونفس (أبيه) أبي سفيان!
كما يدلنا حديث بخاري على ضعف ابن عمر أمام معاوية منذ عهد علي عليه السلام! أما بعد سيطرة معاوية فكان أشد ضعفا فلم يجرؤ حتى على التفكير بحل حبوته! وقد كرر معاوية تهديده له في حضوره في المدينة لأجل البيعة ليزيد بالخلافة! ففي سير أعلام النبلاء: 3 / 225: (قال معاوية: من أحق بهذا الأمر منا؟ وابن عمر شاهد!). انتهى. فغيب عبد الله نفسه إلى مكة.
وروى ابن خياط في تاريخه / 10 أن معاوية قال: (والله ليبايعن أو لأقتلنه! فخرج عبد الله بن عبد الله بن عمر إلى أبيه فأخبره، وسار إلى مكة ثلاثا (أي ركض ابنه مسرعا إلى مكة في ثلاثة أيام، ليخبر أباه بتهديد معاوية)! فلما أخبره بكى ابن عمر)! وقال في هامشه: (سنده صحيح) (والطبقات: 4 / 182).
وهذا أسلوب قبلي يهودي في القمع والتخويف لتركيع ابن عمر! لكن معاوية لم يطمئن من ابن عمر! ففي الطبقات: 4 / 164 وتاريخ دمشق: 31 / 186: (دس معاوية عمرو بن العاص وهو يريد أن يعلم ما في نفس بن عمر، يريد القتال أم لا؟ فقال: يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك أن تخرج فنبايعك، وأنت صاحب رسول الله (ص) وابن أمير المؤمنين، وأنت أحق الناس بهذا الأمر؟ قال: وقد اجتمع الناس كلهم على ما تقول؟ قال: نعم، إلا نفير يسير. قال: لو لم يبق إلا ثلاثة