شاهد، قال فأردت أن أقول أحق به منك من ضربك عليه وأباك، فخفت الفساد).
وقد روى بخاري هذا الذل لآل عمر بلسان عبد الله نفسه، قال في صحيحه: 5 / 48: (عن ابن عمر قال: دخلت على حفصة ونسواتها تنطف (النسوة الظفيرة وأصلها النوسة وتقديم الحروف شائع عندهم، والمعنى أن جدائلها كانت تقطر ماء بعد أن اغتسلت) قلت: قد كان من أمر الناس ما ترين (أي اتفاقهم على الحكمين) فلم يجعل لي من الأمر شئ (سهم في الخلافة)! فقالت: إلحق (أي سارع إلى اجتماع الحكمين في دومة الجندل) فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة، فلم تدعه حتى ذهب! فلما تفرق الناس (من التحكيم واختلفوا بعد لعبة ابن العاص) خطب معاوية (وكان حاضرا في دومة الجندل) قال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه، فلنحن أحق به منه ومن أبيه! قال حبيب بن مسلمة: فهلا أجبته؟! قال عبد الله: فحللت حبوتي (عقدة ثوبه عن ساقيه) وهممت أن أقول: أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام (يقصد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله الذين قاتلوا أباه في بدر وأحد وغلبوه في فتح مكة) فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم، ويحمل عني غير ذلك، فذكرت ما أعد الله في الجنان! قال حبيب: حفظت وعصمت). انتهى. قال العلامة الحلي رحمه الله في نهج الحق / 309: (إن كان ما يقوله معاوية حقا، فقد ارتكب عمر الخطأ في أخذه الخلافة! وإن كان باطلا فكيف يجوز تقديمه على طوائف المسلمين)! انتهى. وقد تعمد بخاري أن يخفي مناسبة خطبة معاوية، وذكر غيره أنها كانت عند تحكيم الحكمين في دومة الجندل، وكان أبو موسى الأشعري له هوى في عبد الله بن عمر! (قال أبو موسى: أما والله لئن استطعت لأحيين اسم عمر بن الخطاب). (تاريخ الطبري: 4 / 48). واتفق مع الداهية ابن العاص على أن يخلع هو عليا عليه السلام ويخلع ابن العاص معاوية، ثم يعقدا البيعة لعبد الله بن عمر! وعلى