لأشتمنك أنت مثلها، بما لا أكذب فيه، ولا أقول إلا حقا! قال عثمان: ولم لا يشتمك إذا شتمته، لله ما أنت عندي بأفضل منه! فغضب علي بن أبي طالب وقال: ألي تقول هذا القول وبمروان تعدلني؟! فأنا والله أفضل منك وأبي أفضل من أبيك وأمي أفضل من أمك، وهذه نبلي قد نثلتها وهلم فانثل بنبلك! فغضب عثمان واحمر وجهه ، فقام ودخل داره، وانصرف علي فاجتمع إليه أهل بيته ورجال من المهاجرين والأنصار! فلما كان من الغد واجتمع الناس إلى عثمان شكى إليهم عليا وقال: إنه يعيبني ويظاهر من يعيبني، يريد بذلك أبا ذر وعمار بن ياسر وغيرهما، فدخل الناس بينهما حتى اصطلحا وقال له علي: والله ما أردت بتشييع أبي ذر إلا الله تعالى).
وفي نهج البلاغة: 2 / 12: (ومن كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمه الله لما خرج إلى الربذة: يا أبا ذر إنك غضبت لله فارج من غضبت له. إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب منهم بما خفتهم عليه! فما أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عما منعوك، وستعلم من الرابح غدا والأكثر حسدا. ولو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقا، ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا، لا يؤنسنك إلا الحق ولا يوحشنك إلا الباطل فلو قبلت دنياهم لأحبوك، ولو قرضت منها لأمنوك). (ورواه في الكافي: 8 / 206، مع كلمات عدد من المودعين لأبي ذر رحمه الله).
وقال البلاذري في أنساب الأشراف / 1456 وفي طبعة أخرى: 5 / 55: (وقد روي أيضا أنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: رحمه الله، فقال عمار بن ياسر: نعم فرحمه الله من كل أنفسنا! فقال عثمان: يا..... أتراني ندمت على تسييره؟ وأمر فدفع في قفاه وقال: إلحق بمكانه، فلما تهيأ للخروج جاءت بنو مخزوم إلى علي فسألوه