وفي حلية الأولياء: 1 / 160: (عن أبيه عن أبي ذر أن رجلا أتاه فقال: إن مصدقي عثمان (موظفي الزكاة) ازدادوا علينا! أنغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا؟ فقال: لا، قف مالك وقل: ما كان لكم من حق فخذوه، وما كان باطلا فذروه، فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة! وعلى رأسه فتى من قريش، فقال: أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا؟! فقال: أرقيب أنت علي! فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصامة ههنا ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن تحتزوا لأنفذتها). وفي تغليق التعليق لابن حجر: 1 / 79، وقال: (وأخبرناه عاليا بأتم عن مرثد أبو كثير عن أبيه عن أبي ذر، أن رجلا أتاه فقال إن مصدقي عثمان ازدادوا علينا..). وفي فتح الباري: 1 / 148: (وفيه دليل على أن أبا ذر كان لا يرى طاعة الإمام إذا نهاه عن الفتيا، لأنه كان يرى أن ذلك واجب عليه لأمر النبي (ص) بالتبليغ عنه.... والصمصامة بمهملتين الأولى مفتوحة هو السيف الصارم الذي لا ينثني.... وفيه الحث على تعليم العلم واحتمال المشقة فيه، والصبر على الأذى طلبا للثواب). ورواه في تاريخ دمشق: 66 / 194، وقال: (إن المصدقين يعني جباة الصدقة ازدادوا علينا) وحذف اسم عثمان!
ورواه الذهبي في تذكرة الحفاظ: 1 / 9، وقال: (قلت: لقوة أبي ذر في الحق، ولأخلاقه، نهي عن الفتيا فانقطع بالربذة سنوات حتى توفي)! فلاحظ كيف طعن الذهبي الشركسي الأموي، في أخلاق أبي ذر رحمه الله! وكيف برر نفي عثمان إياه ومنعه من الفتيا ومن التحديث عن النبي صلى الله عليه وآله بأن أبا ذر قوي في الحق وسئ الخلق! وكيف لم ير تعدي عمال عثمان على أصحاب المواشي، وتعامى عن ظلم عثمان لأبي ذر إذ قال: (فانقطع بالربذة سنوات حتى توفي) ليغطي على كل ما رووه في نفي عثمان له، ويوهم القارئ بأن سوء أخلاق أبي ذر مع الناس هي