محدثوهم المتقدمون والمتأخرون، ومنهم الألباني الذي يلقبه ابن باز مفتي الوهابية: أمير المؤمنين الحديث! قال في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 1 / 742: (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء... رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي والحاكم، وهذا من دلائل صدق نبوة النبي (ص)، فإن أبا بكر تولى عام 11 ه، وتنازل عنها الحسن بن علي عام 41 ه. وهي ثلاثون عاما كاملة).
وصحح حديث أن معاوية أول من يثلم الإسلام ويغير السنة! قال في أحاديثه الصحيحة: 4 / 329: (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية! ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة وجعله وراثة). انتهى. فكيف تجعلون من يعض حكمه الأمة ويثلم الدين ويحرفه خليفة شرعيا، وهل هذا إلا تناقض وتحريف؟!
* * خامسا: إن الإمامة عندنا منصب إلهي، والخلافة منصب دنيوي، والإمام الحسن عليه السلام لم يتنازل عن الإمامة الإلهية، لأنها لاتقبل التنازل! فهو إمام وسيد شباب أهل الجنة بنص جده المصطفى صلى الله عليه وآله سواء كان خليفة أو لم يكن! وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وآله: (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا) فهما إمامان سواء حاربا أو صالحا، وسواء حكما الأمة أم لم يحكما! فالإمام الحسن عليه السلام إمام لمعاوية بالنص وطاعته مفترضة عليه وعلى الأمة بالنص، والإمام بالنص لا يكون مأموما ولو اضطر إلى الصلح؟ والتابع بالنص لا يكون إماما شرعيا ولو تغلب؟! بل إن قوله صلى الله عليه وآله (إمامان قاما أو قعدا) إخبار عن الظروف التي ستمر عليهما وأنهما قد ينهضان بأمر أمته أو يقعدان مضطرين، لكن إمامتهما ثابتة في كل الأحوال، وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وآله.
وقد احتج الإمام الحسن عليه السلام بذلك ففي علل الشرائع: 1 / 211: (عن أبي سعيد