إسماعيل بن مرسال، عن أبي زميل الحنفي قال: حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يفاتحونه (يكلمونه) فقال: يا رسول الله، ثلاث أعطنيهن.. الحديث. فهذا إسماعيل بن مرسال قد رواه عن أبي زميل، كما رواه عنه عكرمة بن عمار، فبرئ عكرمة من عهدة التفرد.
قيل: هذه المتابعة لا تفيده قوة، فإن هؤلاء مجاهيل لا يعرفون بنقل العلم، ولا هم ممن يحتج بهم، فضلا عن أن تقدم روايتهم على النقل المستفيض المعلوم عند خاصة أهل العلم وعامتهم، فهذه المتابعة إن لم تزده وهنا لم تزده قوة).
وقال السقاف في شرح دفع شبه التشبيه لابن الجوزي / 52: (قلت: هذا حديث موضوع وهو أحد الأحاديث الثلاثة الموضوعة التي في صحيح الإمام مسلم. ومن دلائل وضعه: أن رسول الله (ص) كان قد تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان قبل فتح مكة بدهر... قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (7 / 137) عن هذا الحديث في ترجمة أحد رواته (عكرمة بن عمار) ما نصه: (قلت: قد ساق له مسلم في الأصول حديثا منكرا، وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي عن ابن عباس، في الأمور الثلاثة التي التمسها أبو سفيان من النبي (ص). وقد نقل الإمام الحافظ النووي في شرح مسلم (16 / 63) عند شرح هذا الحديث أن ابن حزم حكم عليه بالوضع. قلت: وهو حكم صحيح لا غبار عليه. وقال الحافظ ابن الجوزي في هذا الحديث: هو وهم من بعض الرواة، لا شك فيه ولا تردد، وقد اتهموا به عكرمة بن عمار راوي الحديث..). انتهى.
وقال السيد الميلاني في شرح منهاج الكرامة: 1 / 475: (قال ابن تيمية: فهذا قول بلا حجة ولا علم، فما الدليل على أنه لم يكتب له كلمة واحدة من الوحي، وإنما كان يكتب له رسائل؟). أقول: هذا من فرط جهل الرجل أو تعصبه، إذ